قالت وحدة الرصد وتوثيق الانتهاكات في مركز تونس لحرية الصحافة "انه وقع حذف 6 دقائق من أصل 52 دقيقة هي مدّة برنامج وثائقي بعنوان "ضدّ النسيان" حول اغتيال السياسي شكري بلعيد قبل بثه على القناة "الوطنية الثانية" لعموميّة مساء الخميس 6 فيفري الجاري على الساعة الحادية عشر ليلا. وقد تضمنت الدقائق الستة المحذوفة تصريحات كلّ من حمه الهمامي الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية وجزء من تدخل زوجة الراحل بسمة الخلفاوي والمتحدث باسم لجنة الدفاع نزار السنوسي" وقال المرصد في بيان له انه تم "تم تعويض المادّة المحذوفة بستة دقائق تضمنت معطيات عن أحداث "رواد" الأخيرة والندوة الصحفية لوزارة الداخلية بتاريخ 13 أوت 2013". وأوضحت الصحفية العاملة على البرنامج الوثائقي إلهام الكتاني لوحدة الرصد بمركز تونس لحريّة الصحافة أنه "تمّ حذف التصريحات المتعلقة بالموقف من التحقيقات ونية التوجه نحو تدويل قضية شكري بلعيد وذلك بطلب من لجنة إدارية بعد أن قمنا بعملية مونتاج أولى وسلمنا المادّة للبث مساء الإربعاء 5 فيفري الجاري". وأضافت الكتاني أنه "بعد اجتماع لمجموعة من مديري البرمجة بطلب من مدير القناة الوطنية الثانية قرروا حذف المادّة المسجلة وقد صارت عملية المونتاج الثانية في حضوري بينما حصلت عملية مونتاج أخيرة وثالثة في غيابي بعد أن كنت مضطرة للمغادرة والتحضير لبرنامج "ما وراء الحدث" الذي يبث مساء الإربعاء 5 فيفري الجاري". وأكدت الصحفية أن الإدارة طلبت منها التنصيص على "المجهودات التي تقوم بها وزارة الداخلية في سير الأبحاث وردّها على تصريحات لجنة الدفاع حول التقرير الباليستي وأسباب تأخره" . ونبهت الكتاني إلى تأخر بث برنامجها المقرر في السابعة والنصف من مساء الخميس 6 فيفري الجاري إلى الحادية عشر ليلا دون تقديم أي مبرر لمشاهدين. من جانب آخر أوضح مدير قناة الوطنية الثانية شرف الدين بن سالم لوحدة الرصد بمركز تونس لحريّة الصحافة أن "التعديلات الحاصلة على 52 دقيقة تم بثها من أصل 4 ساعات ونصف من التسجيلات جاءت بعد مشاهدة البرنامج من قبل لجنة تعديل ذاتي متكونة من مختصين في البرمجة". وأضاف بن سلامة أن "المقترحات بالتعديل كانت لخلق توازن بين الرأي والرأي الآخر بعد تغييب لرأي الأطراف التي وجهت لها اتهامات كما أنه غاب عن العمل جانب تطور التحقيقات". كما شدد مدير قناة الوطنية 2 أنه "طلب من الصحفية الانطلاق من أحداث رواد تطبيقا لمبدأ أساسي حرفي هو قاعدة الهرم المقلوب". ونبه بن سلامة أن "التقرير ظهرموجّها منذ انطلاق الحديث عن عملية الإغتيال وافتقد إلى التوازن خاصّة وأن الأبحاث لا تزال سارية في القضية وهي من أنظار القضاء مما يجعل التعامل مع الملف وتوثيقه شديد الدقّة الحساسية". ولفت أن "الاتهامات التي وجهت ضمن هذا البرنامج في نسخته الأولى قبل تعديلها قد تفتح المجال للتتبع القانوني الذي تتحمل مسؤوليته إدارة القناة قبل الصحفي". ونفى بن سالم تدخله في المونتاج وأكد أن قرارات اللجنة نفذتها مخرجة العمل. وشدد بن سلامة أن تأخر عرض البرنامج جاء نتيجة تأخر المونتاج الذي رافقه عطل فني في تحويله إلى البثّ. وقال مركز تونس لحرية الصحافة انه "اذ يتضامن مع طاقم برنامج "ضدّ النسيان" ويشجب العودة الفجّة للرقابة على المحتويات الإعلامية بالتلفزيون العمومي، فإنّه يعتبر أنّ جملة الأسباب المهنيّة التي قدّمها شرف الدين بن سالم لا تشرّع تشويه البرنامج الوثائقي ولا تبرّر تدخّل الإدارة في توجيه محتوياته". واكد المركز" أن الوضع الأمني والتجاذبات السياسيّة مازالت تجد لها تجاوبا من قبل شتى الإدارات بالتلفزيون التونسي في اتجاه تكريس التدخل الممنهج في المحتويات وضرب مبدأ التمثيل العادل لمختلف التوجهات المجتمعيّة في برامج المرفق العمومي، ويعتبر أنّ كثيرا من الأدلة تؤكّد أنّ إدارة القناتين العموميتين مازالت تمثل عبء ثقيلا على مسار الإصلاح الإعلامي في المؤسسة وعائقا أساسيا أمام تحرره من أدوات الرقابة المقيتة ربيبة الديكتاتورية النوفمبريّة".