استأنفت صحيفة "الأيام" الفلسطينية، اليوم الخميس، توزيع أعدادها في قطاع غزة، وذلك لأول مرة منذ أحداث الانقسام الفلسطيني في عام 2007، بعد يوم من السماح لصحيفة "القدس"، بدخول القطاع. وسمحت حكومة غزة التي تديرها حركة حماس بإدخال صحيفة الأيام (مستقلة)، والتي تصدر من مدينة رام الله في الضفة الغربية، إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون "إيريز". وتناول قراء "الأيام" صحيفتهم الورقية، بعد أن وصلت أولى نسخها إلى قطاع غزة في إطار التفاهمات التي توصلت إليها حركتا فتح وحماس من خلال "المصالحة" الذي تم توقيعها مؤخرا، وتعزيزا لملف الحريات العامة . وتصدّر صفحة الأيام الأولى خبر رئيسي عن مقابلة تلفزيونية لوزير الدفاع المصري السابق، والمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، تحت عنوان:( السيسي يربط استقباله رئيس وزراء إسرائيل بموافقتها على دولة فلسطينية عاصمتها القدس)، فيما تناولت أخبارها الرئيسية الأخرى تداعيات اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس. وقال المتحدث باسم الحكومة المقالة في غزة، إيهاب الغصين، "تم السماح اليوم الخميس بدخول وبإعادة توزيع صحيفة الأيام في قطاع غزة، دعماً لجهود المصالحة الوطنية، واستجابة لتوصيات لجنة الحريات المنبثقة عن لجان المصالحة". غير أن الغصين استنكر تنصل الحكومة الفلسطينية في رام الله من تفاهمات لجنة الحريات، والتي قالت أمس على لسان رئيسها، مصطفى البرغوثي، إنها(الحكومة)، سمحت بإعادة توزيع الصحف الصادرة من القطاع، في الضفة الغربية، بداية من اليوم الخميس. وتابع:" للأسف هذه الإجراءات تعيد شحن الأجواء السياسية والإعلامية، والخطوات الإيجابية التي تقوم بها حكومة غزة تقابل بعكسها في الضفة". وكانت صحيفة القدس(مستقلة) الفلسطينية والصادرة من مدينة القدس، قد استأنفت أمس الأربعاء توزيع أعدادها في قطاع غزة. وفي ختام اجتماعها الأول بغزة منذ إعلان اتفاق المصالحة الفلسطينية يوم 23 أفريل/ نيسان الماضي، كانت لجنة "الحريات العامة"، المنبثقة عن تفاهمات "المصالحة الفلسطينية"، قد طالبت في بيان سابق، بالسماح الفوري بتوزيع الصحف في غزة والضفة دون أي تأخير. وتشمل الصحف التي منعت حكومة غزة توزيعها، عقب سيطرة "حماس" على القطاع صيف 2007، صحف "القدس" و"الحياة الجديدة" و"الأيام"، و"المنار"، إضافة إلى عدد من المجلات الأسبوعية والشهرية. فيما يمنع في المقابل توزيع صحف “الرسالة” و”فلسطين” و”الاستقلال” ، التي تصدر في غزة ، في الضفة منذ بدء الانقسام الداخلي منتصف عام 2007. وبتكليف من عباس، وقّع وفد فصائلي من منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقاً مع حركة "حماس" في قطاع غزة، يقضي بإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتشكيل حكومة توافقية في غضون 5 أسابيع، يتبعها إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن. وتفاقمت الخلافات بين حركتي "فتح" و"حماس" عقب فوز الأخيرة، بغالبية مقاعد المجلس التشريعي جانفي/ كانون الثاني 2006، وبلغت تلك الخلافات ذروتها بعد الاشتباكات المسلحة بين الحركتين في غزة منتصف جوان/ حزيران 2007، والتي انتهت بسيطرة "حماس" على غزة، وهو ما اعتبرته فتح "انقلاباً على الشرعية". وأعقب ذلك الخلاف تشكيل حكومتين فلسطينيتين، الأولى تشرف عليها حماس في غزة، والثانية في الضفة الغربية وتشرف عليها السلطة الوطنية الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، رئيس حركة فتح.