تبادل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل الاتهامات بتعطيل المصالحة والعمل ضد إرادة الشعب الفلسطيني مما زاد من صعوبة التوصل الى أرضية للتفاهم وتوقيع اتفاق المصالحة قبل موفى هذا الشهر رغم تأكيدات «حماس» حرصها على تحقيق المصالحة حتى تلغى الذريعة التي على أساسها تجوع غزة وتحاصر، وتقمع الضفة الغربية. فقد هاجم عباس بشدة حركة «حماس» واتهمها بالتهرّب من اتفاق المصالحة، وقال في كلمة له برام اللّه ان السلطة تعمل بمثابرة لأداء استحقاق المصالحة وإنهاء الانقسام الذي تسبب فيه ما سمّاه «الانقلاب الظلامي في قطاع غزة». وأضاف عباس أن حل الأزمة لا يتمّ إلا عن طريق واحد وهو صناديق الاقتراع. دفاع... بلا جدوى واعتبر عباس أن سبب الحملة التي يتعرض لها هو سعي «حماس» الى التهرب من استحقاق المصالحة. وحاول عباس في خطابه الدفاع عن قرار السلطة تأجيل التصويت على تقرير غولدستون بشأن العدوان الاسرائيلي على غزة قائلا انه جاء بناء على توافق مختلف المجموعات (العربية والاسلامية والافريقية وعدم الانحياز). وتحدث رئيس السلطة الفلسطينية عن وجود ضغوط من أجل سحب التقرير من جدول أعمال مجلس حقوق الانسان بجنيف مذكرا بأن السلطة الفلسطينية صاغت مشروع قرار بشأن تقرير غولدستون وسعت الى تقديمه للتصويت من طرف مجلس حقوق الانسان وأن السلطة هي أول من بادر بالاتصال بالمحكمة الجنائية الدولية. لكن جمعية حقوقية سويسرية اعتبرت أن ما ساقه عباس من تبريرات في خطابه لا يعفيه من المسؤولية. اتهامات مشعل وفي المقابل اتهم رئيس المكتب السياسي ل«حماس» فريق السلطة بالتعاون مع الجنرال الأمريكي دايتون لكبح المقاومة في الضفة الغربيةالمحتلة، متسائلا «لماذا لا ينفي فريق السلطة الفلسطينية اتهامات (أفيغدور) ليبرمان (وزير خارجية اسرائيل) بتحريضها الاحتلال الصهيوني على حرب غزة». واعتبر مشعل أن المصالحة تحتاج لآلية وتوقيت جديدين، داعيا الى محاسبة القيادة الفلسطينية على سحب تقرير غولدستون من مجلس حقوق الانسان. كما شدّد في خطاب بدمشق أمام ملتقى الجولان الدولي على ضرورة أن يخضع القرار الفلسطيني لمرجعية وطنية أمينة على الحقوق والثوابت الفلسطينية. ورهن مشعل تحقيق المصالحة بتوفر شرطين هما ترتيب البيت الفلسطيني بناء على إرادة الشعب الفلسطيني واختياره دون تزوير، والتوافق على برنامج سياسي وطني وقرار وطني واحد. وقال ان «حماس» أرادت بالمصالحة «العمل على نزع الذريعة التي على أساسها تجوع غزة وتقمع الضفة الغربية». كما شدّد رئيس المكتب السياسي على أن المقاومة ستظل هي الخيار الاستراتيجي لحركة «حماس» التي أكد أنها لن تفرط في الثوابت الفلسطينية من القدس وحق العودة والرفض للاستيطان. وقد أثار خطاب عباس موجة من السخط والغضب بين فصائل المقاومة التي رأت فيه استهزاء بمشاعر أسر الشهداء الفلسطينيين الذين كانوا يعولون على إدانة اسرائيل بسبب جرائم الحرب التي ارتكبتها ضدّ أبنائهم، فيما اعتبرت حركة «فتح» أن خطاب مشعل قتل المصالحة الفلسطينية. جهود مصرية في الأثناء ذكرت مصادر صحفية أن مصر تسعى الى تحقيق اختراق صعب وعرض صيغة اتفاق للمصالحة على «فتح» و«حماس» لتوقيعها قبل 20 أكتوبر الجاري، على أن يتمّ تأجيل حفل المصالحة الى وقت لاحق. وذكرت صحيفة «القدس»الفلسطينية أن مسؤولا في حركة «فتح» لم تسمّه، قال ان القيادة المصرية أبلغت المسؤولين في الحركة أنها ستعرض صيغة اتفاق للمصالحة وموعدا للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني لتوقيعها. وأضاف المصدر أن أحد بنود الاتفاق يقضي بأن يصدر عباس مرسوما رئاسيا حسب القانون الأساسي الفلسطيني يوم 25 أكتوبر الجاري يعلن من خلاله موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 26 جوان المقبل. وقد أكدت حركة «الجهاد الاسلامي»، رفضها تأجيل جلسة الحوار الفلسطيني وتوقيع اتفاق المصالحة. واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن خطابي مشعل وعباس مثلا «جولة ردح متبادلة» من شأنها أن تعطّل المصالحة.