في ذكرى تأسيسها هذه الأيام يتأكد أن حركة النهضة استطاعت أن تزرع رجلها المناسب في المكان المناسب. مهدي جمعة، الذي كان نسيا منسيا قبل أيام من "التوافق" عليه في الحوار الواطني ينفذ حرفيا اليوم تعليمات شيخ مونبليزير. الرجل استطاع بقدرة قادر وبمساعدة تكنقراط بولديزير طيع من فصيلة نضال الورفلي أن يوهم الرأي العام السياسي أنه "مستقل" وأن البلاد على حفى الهاوية الاقتصادية و أن الصمت والتضامن "أجدى وسيلة لانقاذ البلاد من الكارثة". كانت وسيلة خسيسة من خريج الاتحاد العام التونسي للطلبة التابع للاسلاميين من أجل اسكاتنا. بالفعل تمكن جمعة، من تحويل وجهة الرأي العام عن طريق استعمال "فزاعتي" الكارثة الاقتصادية و الارهاب من أجل الزام الجميع بحالة ترقب وصمت قد يطول الى غاية الانتخابات القادمة. الثمن كان السكوت على كل الملفات الحارقة ومن ضمنها مطلب اهم ملفي قد يغيرا الخريطة في الانتخابات القادمة وهما ملفا تحييد المساجد ومراجعة التعيينات. بعد أكثر من ثلاثة اشهر مازالت العشرات من بيوت الله في قبضة التكفيريين وحتى المساجد التي انتزعت من السلفية الجهادية قدمت هدية انتخابية للعناصر النهضوية بحجة تشجيع الاسلام المعتدل. للاسف العشرات من المساجد اليوم تقع تحت سيطرة عناصر نهضوية بعد افتكاكها من التكفيريين. ستكون هذه المساجد سلاحا اضافيا للاسلاميين في الانتخابات القادمة. أي انتخابات في الظروف الحالية وطالما لم يقع تحييد بيوت الله ستعيد سناريو 23 أكتوبر. المهدي جمعة والذي ثبت انتماءه للاتحاد العام التونسي للطلبة التابع للاسلاميين في الثمانينات منخرط في لعبة اعادة حركة النهضة الى السطلة من جديد. لليوم لم تقع مراجعة حقيقية للتعينات التي لغمت بها حركة النهضة الادارة التونسية. المهدي جمعة يماطل ويتهرب ولا يستطيع القيام بخطوات حقيقية في هذا المجال. حتى بعض الاجراءات التي قام بها كانت تحت الضغط وما محاولة طاقمه الاعلامي شراء ذمم بعض الصحفيين وخصهم بلقاءات خاصة ومصاريف على كاهل الحكومة في مطاعم وحانات العاصمة الا محاولة من أجل ضمان صوتهم بمنطق "أطعم الفم تستعي العين". على كل القوى التقدمية ان تتفطن للخدعة وللعبة التي تجري في قصر الحكومة من أجل تهيئأة عودة الاسلاميين الى السلطة. المهدي جمعة يقوم بهذا الدور بطريقة ملتوية وبدون لحية ظاهرة.