حدثني من أثق فيه قال : ذهبت الى ادارة البريد شارع شارل ديغول بالعاصمة لدفع فاتورة الكهرباء هذا الصباح 2 جويلية ( آخر اجل بما انه مكتوب في الفاتورة "الرجاء الدفع قبل 03 - 7 - 2014 " و انا اريد ان اكون مواطنا صالحا ) و بدأت حلقات مسلسل اترك لك مهمة وصفه . انتظر العون المكلف بتوزيع الارقام اللحظات الاخيرة للقيام بذلك ...و كانت النتيجة مأساة - ملهاة : عوض التزاحم أمام 17 شباكا حدث ذلك في الشارع و العون يسب ويشتم بين أسنانه ! و بعد الدخول ، مرت بالضبط 16 دقيقة دون ان يتجاوز عدد العمليات ال 6 ..و السبب ان سيدة واحدة كانت تعمل - تحديدا بالشباك رقم 14- من بين 17 شباكا ، بينما كان الاخرون وخاصة الاخريات بصدد تبادل اطراف الحديث في تجاهل تام للعشرات من المواطنين .. فقدت السيطرة على اعصابي وتوجهت الى مجموعة من اللائي كن يتبادلن اطراف الحديث عن مسلسلات البارحة وما اليها ربما، و قلت لهن حرفيا : "ما تتحشموش ؟ ما تنجموش تحطو رواحكم في مكان الناس اللي م الفجر قدام البوسطة ؟؟"..وكان جواب احداهن حرفيا "تحشم انت!"! رجعت الى مكاني وسمعت الكثير من التعاليق هذه معاني بعضها وحرفيا احيانا : - الله يسامحك يا البوعزيزي.. - آش مسك في البسكولة يا فدوى ؟! - كلاب..ما للهم كان بن علي.. -اخجل اني تونسي.. - لا يصلني ما يبعث الي من رسائل ..فجاءتني فكرة . أرسلت الى نفسي رسالة منذ اكثر من شهر وما زلت انتظر وصولها ! - يا ولدي ماعاد حد يخدم في هي البلاد.. - بركوها البلاد..الله لا تربح من كان سبب.. ...و قبل الخروج و العدول عن دفع فاتورة الكهرباء قبل 3 جويلية قال لي احدهم ما معناه ظانا انني لا اعرف ذلك : قبل الثورة "المحنونة" كانوا يعملون يوم السبت وصبيحة الاحد في هذه الادارة ..اما الان فلا يعملون لا سبت و لا أحد..ألق نظرة على الورقة الملصقة في الباب الخارجي للتأكد من ذلك ! ماذاعساي اقول بعد هذا ؟ هؤلاء أسوأ من داعش ..باعتبار"داعش" اليوم الكلمة التي تختزل كل سيئاتنا وسوءاتنا ..عارنا و خنارنا ..مأساتنا وملهاتنا..ألا سحقا لنا ما أقبحنا !