تعيش السفارة التونسيةبفرنسا خلال الفترة الأخيرة على وقع تجاذبات وتململ صلب السلك الدبلوماسي المتواجد بعاصمة الانوار باريس حيث تقطعت السبل وذاق الأعوان والموظفون ذرعا من السفير عادل الفقيه الذي حوّل مقرّ البعثة إلى وكر انتخابي في تحد صارخ لاستحقاقات المرحلة وضرورياتها من تحييد وحياد إزاء الفرقاء السياسيين وفق ما أفادت به مصادر مطلعة لحقائق أون لاين. وشهدت العلاقة بين السفير الفقيه "المتمرّد" المحسوب على التعيينات الحزبية للترويكا وعدد من الدبلوماسيين المكونيين للسلك التونسي التابع لوزارة الخارجية في باريس فتورا وضربا من القطيعة بسبب عدم التزام رئيس البعثة بالمبادئ التي نصّت عليها خارطة الطريق وذلك في ظلّ تقصير من قبل الوزارة المعنية وخاصة من رئاسة الجمهورية التي وقفت حجر عثرة إزاء مطلب التغيير ومراجعة التسميات التي طالت شخصيات متحزبة. نفس التعطيل من قبل الرئاسة سجلّ في السفارات والبعثات الدبلوماسية التونسيةبطرابلس التي يشرف عليها القيادي النهضوي رضا البوكادي وفي الرياض وجنييف وبون بألمانيا التي تسيّر تحت اشراف شقيق رئيس الجمهورية المؤقت هشام المرزوقي. ويرى مراقبون أنّ تمسك المرزوقي برضا البروكادي في ليبيا قد يبعث على الشك حول امكانية محاولة الرئيس التغطية على السفير النهضوي الذي من المرجح في حال فرضت ارادة التغيير ومراجعة التعيينات الحزبية ان يخلفه نائب رئيس البعثة الموجودة في طرابلس. وبخصوص عبد الرزاق الكيلاني سفير تونس في منظمة الاممالمتحدة بجنييف السويسرية وهشام المرزوقي قنصل الجمهورية التونسية ببون الالمانية فإنّهما وعلى الرغم من بلوغهما سنّ التقاعد فيبدو وأنّ النيّة مرجحة نحو التمديد لهما إلى غاية اكتوبر لاسباب شخصية واخرى سياسية مرتبطة بارادة رئيس الجمهورية حسب ما أكدته مصادر عليمة لحقائق أون لاين. ويشار إلى أنّ الندوة السنوية للسفراء التونسيين في الخارج من المفترض أن تعقد في 11 و12 أوت القادم وهو ما يعني بالضرورة حتمية حلحلة كلّ الاختلافات الحاصلة في وجهات النظر بين رأسي الدبلوماسية التونسية، رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية، قبل هذا الموعد المفصلي والهام. فهل تنجح الحكومة المؤقتة في فرض روح التوافق المنبثق عن خارطة الطريق أم أنّ للمرزوقي رأي آخر؟ والجدير ذكره ان السفير التونسيبباريس عادل الفقيه، المحسوب على حزب التكتل، كان قد واكب بعض الأنشطة الحزبية لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي خلال زيارة هذا الأخير إلى فرنسا. كما تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي صوراً للفقيه خلال حضوره لنشاط حزبي-دبلوماسي لحركة النهضة في باريس بمعيّة القنصل العام الذي كان حاضرا بدوره في ذات الفضاء.