قافلة للحزب الدستوري الحر نحو سجن بلِّي بنابل تضامنا مع عبير موسي..    ميناء حلق الوادي: وصول باخرتين سياحيتين تقلّان قرابة 9500 سائح    استشهاد 30 فلسطينيا في قصف صهيوني على منتظري المساعدات ومنازل وخيام غزة..#خبر_عاجل    الحماية المدنية : إطفاء 189 حريقا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية    إيران تعلن تفكيك خلية تجسس تابعة للموساد في طهران    كأس العالم للأندية: التعادل يحسم مواجهة إنتر ميلان الإيطالي ومونتيري المكسيكي    تونس تحتضن بطولة العالم لكرة اليد الشاطئية للناشئين تحت 17 سنة بمدينة الحمامات    كرة السلة: النادي الافريقي يعزز صفوفه باللاعب الدولي اسامة المرناوي    الأسلحة النووية: كيف تُصنع ولماذا تُعد أخطر أسلحة العالم؟    94 إصابة جراء الضربات الإيرانية الأخيرة على إسرائيل    ميتا تعبر عن قلقها من مطالبة إيران مواطنيها بالتوقف عن استخدام واتساب    أحمد ونيس: مخاطر التدخل الأميركي في الحرب تُهدّد بتصعيد عالمي    تونس تتسلم دفعة تضم 111 حافلة جديدة مصنعة في الصين    خامنئي يعلن بداية المعركة.. ويدعو للرد بقوة على إسرائيل    كأس العالم للأندية 2025 : صن داونز الجنوب أفريقي يهزم أولسان هيونداي الكوري 1-صفر    العرب في قلب الحدث: أبرز مواجهات اليوم في كأس العالم للأندية ...التوقيت    3'' حاجات'' لا تخرج من المنزل بدونها فى الطقس الحار    علاش يلسعك إنت بالذات؟ 5 أسباب تخليك ''هدف مفضل'' للناموس!    أطعمة تزداد فائدتها بعد التبريد: مفاجآت صحية في ثلاجتك!    انخفاض في درجات الحرارة... وهذه المناطق مهددة بالأمطار    مدينة العلوم تقدّم أنشطة مجانية السّبت المقبل بمناسبة اليوم العالمي للشمس والانقلاب الصّيفي    صاروخ ''فتاح'' يثر الرعب ...يتخفى و يناور ...شنية حكايتوا ؟    لماذا رفضت وزارة العدل توثيق الطلاق لدى عدول الإشهاد؟    عاجل/ اضراب بيوم في "الستاغ"..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    50 مقاتلة تشن غارات بطهران وصواريخ "فتّاح" تستهدف إسرائيل للمرة الأولى    بيب غوارديولا.. عائلتي تحب تونس    نسبة امتلاء السدود بلغت حاليا 55 بالمائة    إختيار 24 عينة فائزة في الدورة الثامنة لجائزة أحسن زيت زيتون تونسي بكر ممتاز    مع تراجع المستوى التعليمي وضعف التقييم...آن الأوان لإجبارية «السيزيام»؟    تدشين قسم طب الولدان بمستشفى شارل نيكول بمواصفات متطورة    ملتقى تونس الدولي لألعاب القوى: التونسي بشير عقوبي يفوز ببرونزية سباق 1500 متر    وزارة التجارة تدعو تجار التسويق والترويج عبر قنوات التوزيع الالكترونية إلى اعلام المستهلك بتفاصيل العروض المقترحة    ضاحية مونمارتر تحتضن معرض فني مشترك بين فنانة تونسية وفنانة مالية    صفاقس: تنظيم يوم الأبواب المفتوحة بمركز التكوين والتدريب المهني بسيدي منصور للتعريف بالمركز والإختصاصات التي يوفرها    "عليسة تحتفي بالموسيقى " يومي 20 و 21 جوان بمدينة الحمامات    الدورة الأولى لتظاهرة "لقاءات توزر: الرواية والمسرح" يومي 27 و28    حياتي في الصحافة من الهواية الى الاحتراف    اصدارات جديدة لليافعين والاطفال بقلم محمود حرشاني    باجة: اعادة اكثار واحياء قرابة 5 الاف صنف من الحبوب بنجاح    منوبة: فتح الجزء الثاني من الطريق الحزامية " اكس 20 " بولاية منوبة    قفصة : حلول الرحلة الثانية لحجيج الولاية بمطار قفصة قصر الدولي وعلى متنها 256 حاجا وحاجة    المائدة التونسية في رأس السنة الهجرية: أطباق البركة والخير    ماهر الكنزاري : " أشعر بالفخر بما قدموه اللاعبون"    الدورة 12 من الملتقى الوطني للأدب التجريبي يومي 21 و 22 جوان بالنفيضة    قيس سعيّد يعلنها صراحة: لا مناولة بعد اليوم في القطاع العام.. وثورة تحرير وطني في الأفق!    تحويلات التونسيين والسياحة تغطي أكثر من 80٪ من الديون الخارجية    الطقس اليوم: حرارة مرتفعة..وأمطار مرتقبة بهذه الجهات..    موعد إعلان نتائج البكالوريا 2025 تونس: كل ما تحتاج معرفته بسهولة    6 سنوات سجنا لنائب سابق من أجل الإثراء غير المشروع    مطار طبرقة عين دراهم الدولي يستأنف نشاطه الجوي..    عدد ساعات من النوم خطر على قلبك..دراسة تفجرها وتحذر..    كيف سيكون طقس اليوم الثلاثاء ؟    الكوتش وليد زليلة يكتب .. طفلي لا يهدأ... هل هو مفرط الحركة أم عبقري صغير؟    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سُوريا الدّرعُ الإقليميّ والدوليّ الأنْجَع لِدَحْر الإرهاب والصهيونيّة
نشر في حقائق أون لاين يوم 28 - 07 - 2014

1 -باتَ جَلِيَّاً أنَّ الإرهابيّين الذين يَغدرونَ بجنود الجيشِ الوطنيّ التونسي هُم مِن مِن القطعان المُتَوَحِّشة نفسها التي تُقاتل الجيش العربيّ السوري وَ تجري في عروقِ أدمِغَتِهِم الزّمرة الدَّمَويّة التكفيريّة ذاتها ، وبعضهم عادَ مِن سوريا بَعْدَ أن اكتَسَبَ خبرات قِتاليّة ضدَّ الشعب السوري وجيشِهِ الباسل.
كما لم يَعُدْ خافِياً أنَّ شَبَكات تَجْنيد الشباب والشابات التونسيين والتونسيات وتَرحيلهم/ترحيلهُنَّ كي "يُجاهِدوا/يُجاهِدْنَ"ضدّ الدولة االسوريّة بَعْدَ تكفيرِها، كانت تَنْشَط في ظلِّ حكومات "الترويكا" التي قادَتْها حركة النهضة الإخوانيّة ، وفي مُناخٍ مُعادٍ للدَّولة السوريّة أسَّسَ له الرئيس التونسيّ المؤقّت محمد المُنْصِف المَرزوقي باستِضافَتِهِ ما يُسَمّى "مؤتَمَر أصدقاء سوريا" وَقَطْع العلاقات مع دمشق وطَرْد سفيرها بعْد أشهر مِن إحالتِهِ على التقاعُد ومُغادرتِه تونس!، إلى جانب التآمُر ضدّها في المحافل العربية والإقليميّة والدّوليّة ، وَتَوَرُّطِ الإعلامِ التونسي في ترويج أخبار زائفة ومَفاهيم خاطئة تتعلَّق بالشأنِ السوري.
وعلى الرّغمِ مِمّا اتّخَذَتْه حكومة "مهدي جمعة" مِن إجراءاتٍ وَلَو مُتأخِّرَة ، لِمُكافَحَة الإرهاب الذي "يُسَخِّنُ" الساحة التونسية بِضَربِ أهدافٍ نَوعيّة مُوجِعَة ، وَمِن هذه الإجراءات إغلاق المساجد والمَنابر الإعلاميّة التكفيريّة ، وعلى الرّغم مِن تَسَرُّب أنباء عن استِعدادِ تنظيم "داعش" لإعادة الإرهابيين المَغاربيين إلى شَمالِ أفريقيا لِخَوْضِ مَعرَكةٍ فاصلة في تونس (التي يزعمون أنّ الشهادة الجِّهاديّة على أرضِها بمَثابَة شَهادَتَيْن؟!) ، فإنّ بَعْضَ وسائل الإعلام التونسيّة كصحيفة "المغرب" اليومية التي تدّعي "العلمانيّة" ما فتئت تُحَرِّض ضدّ الدولة السوريّة وكصحيفةِ "الأخبار"الأسبوعية التي أسّسها ويُديرُها "محمد المازري بن يوسف" التي تصف الإرهابيين التونسيين الذين يُقْتَلون وَهُم يُقاتِلونَ الجيش العربي السوري ب"الشهداء" . ففي العدد 1578 الصادر يوم الخميس 24 جويلية/تموز 2014 الصفحة 15 ، نشرت نصَّاَ إخباريَّاً للصحفي "لطفي بكوش" بشأن إرهابيَّيْنِ مِنَ القيروان لَقِيا مَصْرَعَيهما في معارك ضدَّ الجيش العربي السوري ّخلال شهر رمضان الجاري، فَنَعَتَتهما الصحيفة بالشهيدَين ووَصَفَت الجيش العربي السوري بقوّات الرئيس بشار الأسد ، بينما وَصَفَت عصابات ما يُسَمّى "الجيش الحر" بالجيش المُعارِض.
تقول "الأخبار" في في تُحْفَتِهِا :"إنّ "الجّهاديّين التونسيين سافروا إلى أريافِ دمشق وحلب وإدلب للجهاد ضدّ قوّات الرئيس بشار الأسد" ، وإنّ الإرهابيّ القتيل "أسامة البرهومي" المُلقَّب بأبي حفص القيرواني أكَّدَ لوالدتِهِ "في آخر مُكالمة هاتفيّة قبلَ يومَين مِن مَقْتَلِهِ : أمّاه ، إمّا النّصر وإمّا الشهادة" ، وإنَّ "ريّان المجبري" الإرهابي الثاني "استُشْهِدَ في أوَّل شهر رمضان المُعَظَّم" ، وإنَّه طلبَ مِن شقيقه "أن يُوَزِّعَ المَشروبات عندما يعلم باستِشهادِهِ".والصحيفة ذاتها تزعَم في خَبَرٍ نَشرته بشأن تونسيّاتٍ تَطَوَّعْنَ ضمنَ أوَّل كتيبة نسائيّة داعِشِيَّة في مدينة "الرقّة" السوريّة (ص2) ، أنَّ "أهْلَ الرقّة" أطْلَقوا على تلكَ الكتيبة اسمَ "كتيبة الخنساء" ، وكأنّ "أهْلَ الرقّة" يلتفُّون التِفافاً شَعبيَّاً حَوْلَ تنظيم "داعش" الذي يَعِدُ التونسيّينَ بالويل والثّبور وعَظائم الأمور ، كما أسلفنا .
والمُفارَقَة أنَّ صحيفةَ "الأخبار" هذه تُسَمّي القتيلين الإرهابيين بالشهيدَيْن ، في وقتٍ لم يجفّ فيهِ بَعْد دَمُ شُهداء الجيش الوطني التونسي الذين استهدَفَهُم في جبل الشعانبي وساقية سيدي يوسف زُمَلاءُ الإرهابيَّين القتيلين اللذين كانا يستهدفانَ الجيش العربي السوري، بل والأنكى أنّ الخَبَر يُنْشَر بينما تُرتَكب المَجازِر الإبادِيّة ضد الشعب الفلسطيني في غزّة والضفة الغربيّة بأسلحة جيش الإحتِلالِ الإسرائيلي الذي كانَ ومازالَ يُسَلِّح ويُعالِج جَرْحى مايُسَمّى "الجيش الحر"الذي كان القتيلان التونسيان يُقاتِلان في صُفُوفِهِ!.
وعلى كُلّ حال فإنَّ صحيفة "الأخبار" التونسيّة لم تَنْفَرِدْ بهذا الحَوَل ، فقد أصَرَّ أردنيون وسوريّون مُقيمُون في الأردن - وجميعهم مِن الإخوان المسلمين - أن يُحيوا ليلة القَدْر أمامَ السفارة السوريّة في عمّان تحتَ شِعار "ليلة الإستِبشار بسقوطِ بشّار الرابعة" على الرّغْمِ مِن أنَّه كان مِنَ الأوْلى - ولَو على سبيلِ ذَرّ الرّماد في العُيون - أنْ يُحيُوا هذه الليلة أمامَ السفارة الإسرائيليّة في عَمّان احْتِجاجاً ليس على ذَبْح الشَّعْب الفلسطيني ، فهُم أساساً غيْر مَعنِيّين بالقضيّة الفلسطينيّة ، ولكن على الأقلّ مُساندة لإخوانِهِم المُجاهِرين بالإنتماء إلى حركتهم ، أعْنِي إخوانهم في "حركة حماس" التي تَزْعَم أنَّها هي المُسْتَهْدَفَة مِن الحَرب على غَزَّة ، وليس غيرها مِن الفصائل الفلسطينيّة ... أم أنَّ أهْلَ الحَرَكة أدْرى بشِعابِها؟!.
ولكن أينَ "مُجاهِدِيّ" أدعياء الإسلامِ المُنْتَشِرٍينَ مِن جَبَلِ قاسِيُونَ إلى جَبَل الشعانبي ، ويُناوِرونَ كي ينالوا مِن جِبالِ الأوراس ثانيةً ؟ .هاهُم اليهُودُ الصهاينةُ يَرْقِصونَ تَدْنِيساً وتأسيساً لِمَرْحَلَةٍ جَديدةٍ مِن "الربيعِ العربيّ" في "أولى القبلتين وثالث الحَرَمين" في الوقتِ الذي يَرقِصُ فيه دُعاة الجهادِ الإسلاميّ على دمِ السوريين ، مُسلِمِينَ وَمَسيحيين ، أمْ أنّه الوَعْدُ الإخوانيّ لصهايِنَةِ واشنطُنَ (مُقابل التمكين من الحكْم ) بأنْ لاتُؤذى إسرائيلُ بكَلامٍ أو حُسام ، كما قالَ لي سائقُ "تكسي" شاب في ذات صّباح تونسيّ " رّبيعيّ" : لن يذهب أحَدٌ منهم للجهاد في فلسطين لأنه لايوجد في الطريق إليها "الفلوس والحُور العين".
2 - نَحْنُ إذَنْ لَسْنا إزاءَ ضَرْبٍ مِنَ العَمَش أو العَمى السياسيّ الذي نفترضُه عنْدَ صحيفة "الأخبار" التونسية ، بَل إزاءَ أشكالٍ مِن الإنهيار الأخلاقي الذي يُمَرَّغُ قُوى سياسيّة في قاع الخيانة المُركَّبَة (الوطنيّة والقوميّة والدينيّة والإنسانيّة) ، كماهُوَ حال "الإخوان المُسلمين" في الأردن ، وكما هُوَ حال مَن يُسَمُّون أنْفُسَهُم "مُعارَضَة وطنيّة" في داخِلِ سوريا وخارجها ، هؤلاء الذينَ أوْهَمَتْهُم قوى المشروع الصهيو أمريكي وأدواته الإقليميّة بأنّها ستُطيح الرئيس بشار الأسد وتمكّنهم مِن السلطة في دمشق إذا أمَّنوا لِمَشروعِها الذي تَمَثَّلَ مؤخّراً بمؤامَرةِ الربيع العربي ، غِطاءً مَحَلّياً ، فَتَسابقوا وتنافَسُوا للِقيامِ بهذا الدَّور الخيانِيّ بَدْءاً مِن "مجلس اسطنبول" وصُولاً إلى "إئتِلاف الدّوحة" مُروراً بِ "هيئة النِّفاق"، مؤكِّدينَ حقيقة تاريخيّة باتتْ ثابتة ، وهِيَ أنّه إذا كانَ الوصُولُ إلى السلطَة وتَذَوُّق لذَّتها هُو المَشْرُوع الوحيد لكل الأحزاب والقوى السياسيّة العَرَبيّة منذ أوائل القرْن الماضي ، فإنَّ كُلّ السُّبُل والوسائل المُتاحَة لتحقيقِ هذا "الوِصال" مُباحَة.
ولذلكَ لم يَجِدْ هؤلاء جميعاً حَرَجاً سياسياً أوْ حَياءً أخلاقِيَّاً في أنْ يَسْتَقووا على الدَّولة السوريّة بأجهزة المخابرات الأمريكيّة والإسرائيليّة والأوربيّة والتركيّة والخليجيّة ، بل إنَّ المَجلِسَ والإئتِلاف استَجدوا التدخُّلَ العسكريّ الخارجيّ لتدمير سوريا عَساهُم يَتَسَلّمونَ السلطةَ على ركام مؤسسات دولتها وأشلاءِ شَعبِها.
وَحاوَلوا جميعاً بما فيهم هيئة النفاق، أن يشقّوا الجيشَ العَربيّ السوريّ ويُسَوّقوا ذلك المسْخ المُسَمّى "الجيش الحرّ" بديلاً عَنْه ، وَالآن يُطالبُون بتسليحِهِ حتى بَعْدَ أن تشتَّتَ قَوامُهُ الهزيل بينَ جَبْهةِ النصرة وداعش.
وَقَد بَلَغَ إدمانُ الخيانة عندَ هؤلاء أنْ يُصِّفقوا حتى لتنظيمِ "داعش" إذا تمكّن مِن بَعْض جنود الجيش العربي السوريّ البطل وَمَثَّلَ بجُثَثِهِم على الطريقة التي يزعمون أنّهم استمدّوها مِن الشريعة الإسلاميّة . فأيّ "مُعارَضَة وطنيّة" يُمَثِّلُ هؤلاء الذينَ ما فتئوا يُشَيطِنُون جيوشَ بلدانِهِم ويتلذَّذونَ بذَبحِ جُنُودِ هذهِ الجيوش الوطنيّة وضبّاطها كما يتلذَّذُون بلَحْس بساطير عساكر المارينز الأمريكيّ رَمْز "الحريّة والكرامة والديمقراطيّة" في "ثوراتِ الربيع الأعرابي السلميّة حتى فَصْل الرؤوس عن الأجساد"؟!.
وإذا كانَ "مجلس اسطنبول" و"إئتلاف" الدوحة" لم يتركا مناسبة ولا وسيلة إلا واستخدماها لاستجداء الأمريكان والإسرائيليين والأوربيين لِتَسليحِ مايُسمّى "الجيش الحر" أو "الجبهة الإسلاميّة" على الرّغمِ مِن أنَّ أيّ سِلاح سيصل إلى الأخيرتين سَيَقع في أيْدي تنظيم "داعش" وهذا ما يجعل الغرْبُ مُتَريِّثاً في الإستجابة ربّما ، فإنَّ "هيئة النِّفاق" لم تكُن بَعيدَةً عن هذا التوجُّه ، ففي أواخر سنة 2012 وفي بيانها حول " مؤتمر المعارضة في الدوحة " قالت هيئة التنسيق الوطنية في سورية" إن مكتبها التنفيذي خلص إلى " ضرورة تشكيل لجنة تحضيرية على قدم المساواة من كافة أطياف المعارضة الرئيسية من أجل التحضير التنظيمي والسياسي ، تنطلق مِن ما تمَّ التوافق عليه من الوثائق الصادرة عن مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية لكي يُبنى عليها ، ونجد أنه من المناسب عقد هذا المؤتمر في القاهرة ، تدعى له كافة أطياف المُعارضة السياسية وقوى الحراك وممثلين عن المعارضة المسلحة الديمقراطية ، تحت إشراف الجامعة العربية وبمشاركة المبعوث المشترك السيد الأخضر الإبراهيمي وأن تكون مهمة هذا المؤتمر صياغة تصور تنفيذي يحقق الغايات الوطنية للثورة السورية في قيام النظام الوطني الديمقراطي الذي يشمل جميع السوريين ويحقق تطلعاتهم نحو الحرية والكرامة "
ما يهمنا هُنا ، أن يشرح لنا عباقرة الهيئة المذكورة هذه العبارة " ..وممثلين عن المعارضة المسلحة الديمقراطية "
وسؤالنا الساذج هو :كيف تكون المعارضة مسلحةً وديمقراطية في آن واحد؟.
وفي حالتنا السورية نسأل : على مَن تطلق هذه المعارضة رصاصها الديمقراطي؟ على السلفيين في "جبهة النصرة" و "الجيش الحر" ؟ أم على المرتزقة في كليهما؟ أم أنها تطلقه من خندق أولئك جميعا على الجيش العربي السوري؟.
وفي فوضى المصطلحات الخلاقة نتساءل : كيف تكون هذه الهيئة وطنية حقا عندما ترى في مَن يقتلون الشعب وجيشه ويُدمِّرون مؤسسات دولته تدميراً مُمَنهجاً ويدفعون البلاد إلى التمزّق على أسس دينية وعرقية وطائفيّة وعشائرية ، كيف يجدون في هؤلاء المسلحين القتلة الذين يموّلهم الخارج ويسلحهم جانباً ديمقراطيا؟.
ثم إن هذا البيان وغيره من المواقف السابقة لهذه الهيئة يؤكد أن "خلافها" مع " المجلس " وغيره وتخلّفها عن هذا القطيع في اندفاعه التآمري الخياني ، ليس " اختلافا " مع هذا القطيع على الأهداف المُساق إليها من الراعي الأمريكي الأوربي الخليجي التركي الصهيوني ، إنما هو حَرَدٌ قد يُفضي إلى عتابٍ قاسٍ لأنّ " الهيئة " المذكورة لا تُعامَل من الراعي المتعدد المذكور أعلاه "على قدَم المُساواة مع أطياف المعارضة الرئيسية كافة" ، ألم يشكُ ممثلها السابق في الخارج "هيثم منّاع" مراراً وبمَرارةٍ من أن القنوات الخليجية كالجزيرة والعربية تقاطعه ولم تعد تسمح له بالظهور على شاشاتها؟ ، خاصة وأنه هو و هيئته أول من بادر - بدءاً من درعا - إلى فتح البوابات السورية على هذا الجحيم المُعَدّ مُسْبَقاً لشعبنا ووطننا ودولتنا في الخارج الصهيو أمريكي الرجعي!.
3 -- وواقعُ الحال أنَّ كَيْدَ الإرهابيين يرتَدّ على نُحُور جماعاتِهم المُسلّحة فاضطرَمَتْ المَعاركُ بين "الجيش الحرّ" و"جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية" ثمّ بينهم مُجتَمِعين أو فرادى وبين "داعش" ، بل شَمَلَ الصّراعُُ والتناحُر إطاراتهم السياسيّة ، فهذا أحد رموزهم "اليساري" المدعو "كامل عباس " يَدَّعي في موقع "كلنا شركاء" أنّ "النظامَ حَرَمَ الحركة الشعبية مِن قيادَة جديدَة تنبثِقُ مِن داخِلِها وتعمل بروح العصر"!قبل أنْ يَصبَّ انتقادَه على مجلس اسطنبول ، فيُقرّ بأنّ " أوّل سلبيّاته تبدّتْ في رغبة رجاله الوصول إلى الحكم ، وكيف أعْمتهم تلك الرغبة عن تعقيدات الوضع السوري والعمل بروح الديمقراطيّة" مؤكّداًً أنّه "لم يصل أحدٌ من شخصيّات المجلس إليه عبر الإنتخاب من الحزب أو التجمّع الذي جاء منه سواء في الداخل أو الخارج" ، ويُلاحِظ أنّ اجتماعات المجلس تتالتْ "في أفضل فنادق اسطنبول والدوحة ، ونَسِيَ هؤلاء أنّ مَن يَدفع فواتير تلك الإجتماعات يَجب أن يُحسَب حسابه في القرار السياسي". ليَعترفَ بأنَّ "الإئتلاف"سار على طريق المجلس "في الإعتماد على الدعم الخارجي وعقد اجتماعاته وندواته في الفنادق بعيداً عن الداخل السوري"واصفاً بَعْض رموزه بالإنتهازيين.
كما أنَّ "معاذ الخطيب" الرئيس السابق للإئتلاف رَفَضَ في تصريحات لصحيفة "أكشام" التركية تزويد ما يُسمّى "الثوّار" بالمزيد من الأسلحة لأن ذلك "يعني إراقة دِماء أكثر وَمَوتاً أكثر".
وتعبيراً عن تَخَبُّطِها المُتَواصِل أقالت الهيئة العامة للإئتلاف ما يُسمّى الحكومة المؤقتة برئاسة المَدعو "أحمد طعمة" المؤلفة من 12 وزيرا، في خطوة واضحة للحدِّ من نفوذ الإخوان المسلمين ، مِمّا يعكس خُضُوعها المُطْلَق للتجاذُبات السعوديّة القطريّة مِن جِهَة والخلافات الناشبة بينها حَوْل المَناصب والوظائف داخل هياكلها التي تعني الإمتيازات الماليّة خاصّة.
فإذا كانت هذه المُعارَضة المَزْعُومة في مجلسها وإئتلافها غَير ديمُقراطيّة وغير حُرّة وقرارها مُرتِهن لمُمَوِّليها وداعميها، وفاسِدَة ، والسلاح بيدها لا يؤدّي إلى غير سفك المَزيد مِن الدّم السوريّ ، ولا وُجود لها في الداخل السوريّ فَعَلى أيّ أساس يَعدّها بَعْضُ الدُّوَل مُمَثِّلَةً للشَّعب السوري ويُفكِّرُ في تَسليحِها؟. بيَنَما على النّقيض تماماً مِن ذلك ، وعلى الرّغمِ مِن حَرْبٍ كونيّة تكفيريّة إرهابيّة مُتَوَحِّشة ضدَّ الدولة السورية وضدّ نظام الرئيس بشار الأسد ، فَقَد تَماسكت الدّولة وواجَهَت الخَطَر الذي يُهَدّد الجغرافيا السياسيّة السوريّة بقوّة الجيش العربيّ السوري وصُمُود الشَّعب الذي جدَّد ثِقته في انتخابات نزيهة برئيسهِ كي يقودَه سبعَ سنواتٍ أخرى ، لأنّه لم يخذله ، فلم يستقل أو يَفرّ ، على الرغم مِن كلّ الضغوط والإغراءات ، بل واجَه مع شعبه الإرهاب والإرهابيين التكفيريين المُدَجَّجين حتى الأضراس بالأسلحة والمال والضخّ الإعلاميّ الحاقِد ، وسَنَّ قوانين تكفل التعدديّة الحزبيّة وحرية الإعلام ووضعَ معه دستوراً جديداً وحافَظَ له على ثوابته الوطنيّة والقوميّة والإنسانيّة ، ويُحافِظ نسبيّا على قيمة الليرة السوريّة ، ويقود معه حملةً على الفساد ، ويَرْفَعانِ معاً رايةَ الأمل بحاضر ومستقبل أفضل.
بَل إنَّ سُوريا واحدة موحَّدَة بقيادَة الرئيس الأسد هي الضمان الأهمّ لِدَحْر الإرهاب في المنطقة وضمان الإستقرار الإقليمي والدّولي المُهَدَّد.
فأيُّ عاقِلٍ بين دُوَلِ وأفراد المَعْمُورة يسمَح لِنَفْسِهِ أن يُفاضِلَ بين الرئيس بشار الأسد وجيشه ونظامه العلمانيّ الديمقراطيّ و"مُعارَضة" عميلة ظلاميّة ظالِمة ليستْ أكثر مِن مَطيّة لِتَدمير حاضر ومُسْتَقبل الشعب السوريّ وَدَولته ؟.
إنَّ مُجَرَّد التفكير بالمُفاضَلة غير جائز وَيستَهْدف وُجُودَ سوريا شعباً وتاريخاً حضاريّا عريقاً وكياناً وطنيّاً وَدوراً فاعلاً في مُقاوَمة المَشروع الصهيو أمريكي الرامي إلى تصفية القضيّة الفلسطينيّة وحماية الأمْن الاستراتيجي لدولة "إسرائيل اليهوديّة" والسيطرة المُطلقة على النفط والغاز وبقية ثروات المنطقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.