أكّد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع بلحسن الوسلاتي مساء أمس في برنامج اليوم الثامن على قناة الحوار التونسي أن الأبحاث أثبتت وجود سيارة بيضاء اللون من نوع "برتنار" كانت تتعقب وتترصدّ الحافلة التي تقّل عسكريين في الكاف عند خروجها من الثكنة واختفت لاحقا قبيل الوصول إلى المنعرج الذي نصب فيه الكمين الارهابي الذي أسفر عن استشهاد 5 عناصر من الجيش. و أثار هذا المعطى الجديد عديد التساؤلات والنقاط المحيّرة حول هوية الأشخاص الذين كانوا في هذه السيارة التي لعبت دورا هاما في مدّ الارهابيين بالمعلومات بخصوص تحركات الحافلة. وقد اعتبر العميد المتقاعد من الجيش الوطني ورئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل،أنّ الأشخاص الذين ساعدوا الارهابيين في تنفيذ الكمين يمكن أن يكونوا من المأجورين أو المتعاونين مع العناصر الارهابية في مهمة محدّدة ومعيّنة مسبقا ، مشدّدا على أنّ هذا المعطى يثبت وجود بعض الأشخاص الذين لا يتوانون عن دعم الارهاب سواء بالمعلومة أو المؤونة أو الامدادات. وأبرز أنّ هذا التحليل أثبتته الوقائع التي تشير إلى أنّ الارهابيين يظلّون في الغالب لمدد طويلة نسبية في الجبال والغابات دون النزول إلى المناطق الحضرية وهو ما يعني أنّ هناك من يسندهم ويمدهم بالحاجيات الغذائية أو المعلوماتية. وقلّل من حجم الحدث الارهابي الأخير الذي قال عنه إنّه من الممكن أن يحصل في أيّ توقيت ومع أيّة قوّة عسكرية مضيفا أنّ الأمر متوقع باعتبار أنّ الارهابيين كانوا يبحثون منذ مدّة عن فرصة لضرب المسار الانتخابي أو على الأقّل ارباكه كردّ فعل انتقامي على النجاحات الأمنية والعسكرية التي سجّلت مؤخرا في عمليات استباقية. وتابع قائلا إنّه لاشكّ في أنّه من المستحيل أن تثني هكذا ضربات ارهابية التونسيين عن استكمال المسيرة نحو الديمقراطية وتركيز أسس دولة القانون والمؤسسات داعيا مستقبلا إلى تدعيم قوات الأمن والجيش بالتجهيزات والامكانيات اللازمة فضلا عن ضرورة خلق مناخ من الوحدة الوطنية في اطار الحرب على الارهاب الذي ضربت حاضنته وتكسّرت حلقاته اللوجستية حسب رأي العميد بن نصر. يذكر أنّ عمليات تمشيط وتعقّب للارهابيين مازالت مستمرة في منطقة نبر في الكاف أين تتمركز الخلية الارهابية التي نفذت الكمين والتي ترجح مصادر أمنية أنّ الجزائري أنس العاتري هو الذي يتزعمها.