دخلت الحملة الانتخابية لرئاسيات 2014 أسبوعها الأخير لذلك كثف المرشحون من حضورهم الإعلامي والجماهيري وكل على ليلاه يغني أملا في الفوز بالجائزة الكبرى وهي تغيير مقر السكنى إلى قرطاج.. أسبوع ينتهي اليوم بالنسبة لجميع المرشحين باعتبار أن غدا السبت سيكون مخصصا للصمت الانتخابي حيث سيركن المترشحون ومن والاهم إلى الراحة بعد مراطون الحملات والزيارات.. النادي الإفريقي غصبا عنه كان طرفا بارزا في الحملة الانتخابية وذلك بسبب ترشح رئيسه سليم الرياحي إلى منصب رئيس الجمهورية الذي يعد مقدمة أهداف عودته إلى تونس بحسب تأكيداته خلال تصريحات سابقة.. نادي باب الجديد حشر في الحملة الانتخابية غصبا عنه ولم يكن الرياحي فقط من اقتاده إلى حلبة الصراع السياسي بل أن بعض مسييريه أيضا رموا به في هذه البوتقة إما عن حسن نية أو طمعا في نيل رضا وثقة الرئيس.. البداية كانت بتمرير شعار سياسي هدفه الترويج لسليم الرياحي السياسي وهو " clubiste reconnaissant le #8 est mon président".. شعار حمل كثيرا من استدرار العواطف ومحاولة جر الأنصار وراء خيارات سياسية بتوظيفات رياضية رخيصة أو هكذا علق من لم يعجبهم الشعار.. قد يكون مستصدر الشعار مدينا لأفضال الرياحي عليه وقد يكون غيره أيضا لكن جمهور الإفريقي ليس مدينا للرياحي في شيء سواء بمنطق العواطف أو بلغة البيزنس.. فبمنطق العواطف فإن الرياحي ليس له فضل على الإفريقي لأنه "كلوبيست" كما يقول وبالتالي فإنه لا يعقل أن يعتبر من يبني منزل الأهل ويؤثثه صاحب فضل ومنّ عليهم.. أما بلغة البيزنس فقد كان الرياحي صفرا على اليمين بلا تأثير أو حضور سياسي قبل صعوده إلى سدة قيادة النادي الإفريقي الذي يمثل أكثر استثماراته نجاحا ذلك أنه أنفق مليارات لا تحصى في حملته الانتخابية لسنة 2011 فلم يجن سوء كرسي يتيم في المجلس الوطني التأسيسي لكنه تحول اليوم إلى ثالث قوة سياسية في البلاد بفضل قطاع من جمهور نادي الشعب الذي آمن به.. وبعيدا عن الشعار الانتخابي يمكن القول أن كل الفريق قد تجند هذا الأسبوع لخدمة الرئيس ورد جميله عليهم فكانت البداية بندوة صحفية جوفاء بلا جديد حضرها ستة مسؤولين دفعة واحدة في وقت كان اثنان فقط جديران بحضورها هما رشيد الزمرلي ومنتصر الوحيشي.. ندوة تلتها أخرى يوم أمس خصصت للقميص الجديد للفريق وكانت بمثابة آخر هدايا المسييرين للرئيس قبل يوم من اختتام الحملة الانتخابية في وقت كان من الممكن تأجيلها إلى مطلع الأسبوع القادم تفاديا لأية تأويلات ولكن من اختار التوقيت رام البحث عن التأويل.. في حديقة المرحوم منير القبايلي ورغم أن انطلاق الأشغال منتظر للأسبوع القادم إلا أن الترويج للمشروع الضخم (أمانة) في ذلك التوقيت لم يكن مصادفة ويندرج ضمن المفتحات لاختتام الحملة الانتخابية لرئيس الجمعية.. عفوا رئيس الجمهورية.. الأمر لم يتوقف عند حدود المسؤولين بل وقع جر اللاعبين إلى الإدلاء بدلوهم في موضوع ترشح رئيس النادي للرئاسيات فمرر "الميكرو" على اللاعبين ليؤكدوا أنهم سينتخبون الرياحي.. ووصل الأمر بمن حمل مسؤولية نقل صوت اللاعبين حد سؤال اللاعب الجزائري عبد المومن عمن سيصوت لو كان تونسيا.. هكذا ودون أدنى حياء.. وحتى يكون الختام مسكا قرر عدد من مسؤولي النادي الإفريقي إهداء رئيسهم رسالة امتنان إضافية تمثلت في تغيير "صور حساباتهم" على الفايسبوك بصور تجمعهم مع رئيس النادي؟؟ إذا الجميع تجند لخدمة الرئيس وغاياته ولا نعلم حقيقة مدى امتنان الرياحي لهم في صورة فشله فالرجل مزاجي الطبع ولا يعلم معنى "reconnaissant" طالما هو من يضخ الأموال وتلهث خلفه الرجال وبالتالي فإننا نسأل حسن المآل.. وحتى نكون "reconnaissant" لا بد من الإشارة إلى أن سليم الرياحي قد أوفى فعلا بجانب كبير من وعوده وتعهداته في خصوص البنية التحتية وإعادة هيكلة الجمعية والانتدابات ولكن هل كان ذلك كافيا لبعض الأفارقة ليسقطوا بالشاكلة التي تابعناه هذا الأسبوع؟ نسأل ونمضي..