أعلنت الجبهة الشعبية، في بيان لها، تلاه الناطق الرسمي باسمها حمة الهمامي، عن موقفها من الانتخابات الرئاسية، خلال ندوة صحفية انتظمت في الغرض، امس الخميس 11 ديسمبر 2014، وذلك بعد اجتماع مجلس أمنائها قبل يوم، وسلسلة من النقاشات والاجتماعات المطولة، طيلة الفترة الماضية. حقائق اون لاين كان لها لقاء مع امين عام التيار الشعبي وعضو مجلس امناء الجبهة الشعبية زهير حمدي، و أجرت معه الحوار التالي: *لماذا تاخرت الجبهة الشعبية في الاعلان عن موقفها بشأن الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية؟ الجبهة ليست تحت ضغط اي كان. وهي ليست مطالبة بتقديم موقف قبل اجاله او قبل فسح المجال للحوار بين مختلف مكوناتها. ثم ان الجبهة ليست طرفا في الدور الثاني من الانتخابات. و مرشحها حمة الهمامي انسحب من الدور الاول. وموقفنا لم يتاخر خاصة وان الحملة الانتخابية للدور الثاني انطلقت منذ يومين. ثم ان الموقف غير مرتبط بمواقف شخصية أو ذاتية وانما مبني على خيارات وسياسات منبثقة عن سلسلة من النقاشات. وفي هذا الاطار اريد ان اؤكد شيئا مهما، وهو ان صياغة موقف بخصوص الدور الثاني للرئاسية يعني الجبهة ومكوناتها ولا يعني اي طرف اخر من الاطراف السياسية. والبيان الذي اصدرته الجبهة الشعبية يوم امس مبني على موقف واضح من المنصف المرزوقي وعلى تقييم للباجي قائد السبسي، ودعوتنا إلى عدم التصويت لصالح المرزوقي لا تعني المساندة الآلية أو المشروطة للسبسي. نحن ندعو الباجي قائد السبسي الى توضيح مسألة تحالفه مع حركة النهضة من عدمه، وهناك تخوف عند أبناء الجبهة من عودة إنتاج المنظومة القديمة. *خلال الايام الاخيرة اتهمت الجبهة انها لم تستغل الفرص التي اتيحت لها داخل المجلس وخارجه؟ هناك من يردد ان الجبهة لا تحسن التقاط الاشارات وفي هذا الاطار اؤكد لك ان الجبهة لم تتلق اي اشارات على عكس ما يتم الترويج له. و ليعلم الجميع ان الجبهة الشعبية ليست متكالبة على الوصول الى الحكم مهما كان الثمن. الجبهة جاءت من اجل مشروع وطني جامع لكل القوى الديمقراطية والحية. لسنا حزبا يتنكر لناخبيه، لنا برنامجنا ومبادئنا التي من اجلها تم انتخابنا، وسنبقى اوفياء .لذلك نعتبر اننا خطونا الخطوات الاولى من مشروعنا وسنراكم على ذلك ونبني عليه للمستقبل. لهذا اقول اننا لسنا في حاجة الى نصائح من احد واقول لهم وفروا نصائحكم لانفسكم والجبهة لا تاخذ نصائح الا من مناضليها واولادها وبناتها. *هناك من يقول ان الجبهة تعيش هذه الايام حالة من الانقسام والتفكك؟ لا وجود لاي انقسامات داخل الجبهة. هي موحدة اكثر من اي وقت مضى وتمكنت من تجاوز كل المحطات الصعبة التي اعترضتها. الجبهة تضم اكثر من طرف لذلك النقاش والتحاور مطلوبان لاصدار اي قرار ديمقراطي يعبر عن روح و مبادئ الجبهة التي قدمت الغالي والنفيس وقدمت الشهداء. مكونات الجبهة منسجمة مع بعضها البعض وموحدة في اطار التنوع. والذي يتصور او يراهن على تفكك الجبهة فهو واهم. *لاحظنا خلال اليومين الاخيرين نقاشا حادا نوعا ما بينك وبين منجي الرحوي في احدى القنوات التلفزية، بماذا تفسر ذلك؟ لا تعليق... *لماذا لم تصوت كتلة الجبهة داخل مجلس النواب على قانون ميزانية المالية؟ نواب مجلس الشعب لم يكن لهم خيار سوى المصادقة على مشروع قانون ميزانية المالية لسنة 2015، استجابة لروح القانون والدستور، و نواب الجبهة الشعبية لم يصوتوا على هذا القانون لأنه لا يعكس توجهاتهم العامة داخل المجلس. وهناك إمكانية لفتح نقاش خلال الأيام القادمة لتغيير بعض النقاط المتعلقة بهذا القانون الذي لم يستجب لمطالب الثورة وذلك لتخفيف الضغط والعبء على الجهات المحرومة، وفي هذا الإطار انا استنكر عدم تنفيذ المشاريع التي خصصت لها اعتمادات في قانون المالية التكميلي خلال السنوات الأخيرة. نواب النهضة ونداء تونس لا يأخذون البعد الاجتماعي الذي تدافع عنه الجبهة. والدولة تتحمل مسؤوليتها الكبرى في النهوض بالواقع الاقتصادي ووجب أن يكون دورها محوريا وأن تلعب دورا رئيسيا خلال هذه المرحلة وهذا يتطلب قرارا سياسيا.