اعتبر القيادي في حركة نداء تونس خالد شوكات أن بيان الحركة التأسيسية للحركة الصادر اليوم الثلاثاء 03 فيفري 2015، الداعي من جهة إلى التزام الحكومة بالخيارات الجوهرية للحركة وبرنامجها الانتخابي والوفاء بتعهداتها تجاه ناخبيها بالعمل على تجاوز مخلفات حكم الترويكا والمخاطر القصوى التي عرفتها البلاد جراء ذلك الحكم، وفي نفس الوقت إلى منح الثقة للحكومة التي تضم وجوها من الترويكا الممثلة في حركة النهضة، لا يحمل تناقضا في المعاني. وأوضح شوكات في تصريح لحقائق أون لاين، أن الحركة إذ لم تعين رئيس حكومة من قياداتها من منطلق احتياجات هذه المرحلة وضروراتها السياسية فإنه ليس أقل من أن تلتزم هذه الحكومة في برنامجها بما امكن من النقاط الواردة في برنامج حزب حركة نداء تونس الانتخابي، وهو يعتبر بالتالي ان الدعوة إلى منح الثقة للحكومة جاء بناء على أن تدرك هذه الأخيرة أن نداء تونس، من حيث التمثيلية صلبها، قدم العديد من التنازلات. وعن ماهية التنازلات التي تحدث عنها، قال محدثنا إنها تتمثل في التفريط في الزعامة الكلية لهذه الحكومة من جهة، وفي توسيع دائرة الائتلاف الحكومي إلى درجة أغضبت جزءا كبيرا من قواعد الحركة ، إعلاءً للمصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية، مشيرا إلى ان بيان الهيئة التأسيسية ذكر أن الحركة قدمت هذه التضحية في سبيل الوطن.. أما عن موقفه من تشريك حركة النهضة في حكومة الصيد الذي لاقى العديد من الانتقادات في صفوف عدد كبير من قيادات نداء تونس نفسه، فاعتبر خالد شوكات أن هذا التحالف قد يساعد تونس على نحت نموذج مختلف للتعايش بين الطرفين في منطقة عاشت طيلة ال100 عام الماضية على وقع الحروب بين تياري "الأصالة" و"الحداثة"، وفق تقديره. وتابع بالقول: كنت قد قدرت أن التجربة الديمقراطية الناشئة في حاجة إلى تمتين قاعدتها على مستوى الزمن باعتبارنا في مرحلة تأسيسية للديمقراطية، وعلى مستوى العناصر والمكونات بمعنى إذا لم نتجاوز هذه العقدة (الصدام الاسلامي العلماني) فإن المشروع الديمقراطي سيظل يُراوح مكانه.. أعتقد ان هذا التفاهم التاريخي تفاهمُُ مرحليُُّ تحتاجه الديمقراطية الناشئة في انطلاقتها، لكن إذا ما اشتد عودها فإن التداول على الحكم بين قطبين، في ذلك الوقت، سيصبح بلا مخاطر". كما اكد النائب بمجلس نواب الشعب عن حركة نداء تونس خالد شوكات أن الديمقراطية لا يمكن ان تتحقق إلا بالتنمية التي تحتاج بدورها، بالضرورة إلى استقرار سياسي لا يمكن أن يتحقق إلا عبر هذا التحالف والتقارب المرحلي، على حد تعبيره. أما بالنسبة للرافضين في حركة نداء تونس لتشريك حركة النهضة في الحكم، فقال إنهم اليوم اكثر الممثلين في هذه الحكومة، مذكرا بأن التصدي للنهضة في الفترة السابقة لم يكن لذاتها كحزب بل للتفطن في وقت ما بأنها يمكن ان تهيئ لدكتاتورية ناشئة، إلا أنه يعتقد أنه "لا يمكن مواجهة النزعة التكفيرية بالنزعة الاقصائية". وختم بالقول: "الخُلُقُ الديمقراطي القويم هو أن تكون لنا القدرة على التعايش مع المختلف وليس المتشابه".