مرة أخرى تأتينا الأنباء بسقوط أبناء لنا شهداء و جرحى على أيدي الإرهابيين دون أن يقتل مجرم واحد من هؤلاء..و مرة أخرى نتساءل : حتام هذا التقصير ؟ إنهم يشنفون أسماعنا ليلا نهارا بالقول إننا في حالة حرب مع الإرهاب ..و إننا متأهبون لردة فعل الإرهابيين بعد عملية سيدي يعيش ..و مع ذلك ها هم مرة أخرى "يضربون ضربتهم" و يفلتون من العقاب.. لقد قلت و كررت و "كعررت"مع الكثيرين إن أبسط توقّ من مثل هذه الضربات الإرهابية هو أن يتوقع جنودنا و أمنيونا مباغتتهم في كل لحظة ..و هذا يقتضي وجود دوريتين على الدوام تحرس الواحدة الأخرى حتى إذا ما تهوّر الإرهابيون و هاجموا إحداهما تسارع الأخرى برد الفعل فلا يفلت المجرمون من العقاب.. هذا الكلام الذي لن أملّ من تكراره سمعته منذ قليل في مقهى من أفواه أناس بسطاء لا يدعون في علم العسكر فلسفة..أناس قال لي أحدهم حرفيا ما مفاده أنه ما كان ليحزن لو جاء في الأخبار أن جنودنا قَتَلوا و قُتِلوا..لكن أن يُقتَلوا هم فقط فهذا مدعاة للشعور بما هو أكثر من الحزن ..إنه الشعور بالقهر و الحنق..