لو كانت جرائم اسرائيل المتكررة قد قوبلت من قبل بمواقف حازمة لما أقدمت على جريمتها الأخيرة التي قتلت خلالها العديد من هؤلاء المتعاطفين مع سكان غزّة رغم علمها اليقيني بأن الجريمة سوف تفتضح وأن وسائل الاعلام الدولية لها بالمرصاد، وأن كل العالم سوف يشاهد ما تقترفه وسوف يرى ما تقدم عليه. لكن هذا الكيان المجرم لم يعاقب يوما على جرائمه وحتى لم يساءل فواصل وسوف يواصل غيّه واجرامه ما دام ينتهك كل المواثيق ولا يجد من يحاسبه ويدوس على كل القوانين ولا يجد من يردعه. بل إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تجازي هذا الكيان على صنائعه فتمدّه بالمساعدات وتقدّم له خلاصة ما ابتكرته مصانعها الحربية وتدافع عنه في المحافل الدولية لتجعله بذلك وفي كل مرة يفلت من العقاب، وأكثر، يجازى على جرائمه بعد أن يتحول من جلاد الى ضحية ومن مصّاص دماء الى مجرد مدافع عن النفس. إن أي مجرم اذا لم يعاقب يواصل جرائمه وفي كل مرة تزداد جريمته بشاعة وهكذا هو حال اسرائيل كلما أقدمت على جريمة تكون أشد وطأة من التي كانت قبلها وكلما خططت لمجزرة الا وكانت الجديد منها أكثر دموية حتى تعوّدت على القتل فأصبحت لا تطمئن لوجودها إلا بجريمة كبيرة ولا ترى أمنها الا متى أحصت أعدادا جديدة لقتلاها ولا يهم إن كانوا شيوخا أو أطفالا او نساءً ولا يهم ما يكون جنسهم ودينهم، المهم هو مدى استشعار هذا الكيان للخطر ومدى جاهزيته للقتل. وعلى العالم أن يستعد دوما لجريمة أخرى مدوية ما دام المجرم يرتع كما يريد ويفعل ما يريد بلا حساب ولا عقاب.