نظم مساء امس الثلاثاء 23 افريل 2013 الاتحاد الوطني لنقابات قوات الأمن التونسي امسية ثقافية بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة. وقد حضر فعاليات هذه التظاهرة منتصر الماطري الامين العام للاتحاد الوطني لنقابات قوات الأمن التونسي الذي اكد لحقائق اون لاين "بان هذه التظاهرة الثقافية اعدت للاحتفال بالذكرى 57 لتونسة الأمن الوطني ولاعطاء صورة جديدة عن رجل الأمن تعكس الجانب الانساني داخله ولتعريف المواطنين بجوانب جديدة عن المؤسسة الامنية المتحضرة". كما ذكر أن مثل هذه التظاهرات من شانها أن تقدم صورة اخرى لرجل الأمن من خلال اكتشاف الطاقات الثقافية والابداعية داخله حتى يكون في تكامل مع المواطن في جميع المجالات. واشار الماطري إلى أن الخطوة التي قام بها الاتحاد ستتكرر لدعم الانتاجات الفنية للامنيين ولتدعيم المؤسسة الامنية في جانبها الثقافي. الحضور لم يقتصر على الامين العام للاتحاد بل حضر عدد من الامنيين وعائلاتهم كما حضر المطرب لطفي بوشناق كضيف شرف وثمن هذه الخطوة واصفا اياها بالايجابية كما حيا بوشناق جميع الامنيين وقدم قصيدة "الكراسي" انتقد فيها تكالب السياسيين بعد الثورة على المناصب وقصيدة اخرى تحدثت عن حب الوطن. الفرقة الموسيقية للادارة العامة للحرس الوطني قدمت خلال هذه التظاهرة مقطوعات موسيقية قام خلالها احد أعوان الأمن بالغناء كما قدم بعض الامنيين قصائد تحدثت عن الثورة والحب والجمال. من بين الامنيين الذين التقيناهم ليلى فاطمة الشابي التي عرضت اعمالها الفنية في مجال الرسم على الحرير. فاطمة اكدت لنا انها تشعر بالالم حين تلاحظ استغراب الكثيرين من قدرة عون الامن عن تقديم اعمال فنية واضافت "نحن فنانون ومبدعون ولنا احاسيس فعون الأمن انسان ومواطن قبل أن يكون امنيا". وعن عدم بروز هذه الابداعات في السابق قالت فاطمة "هذا اول معرض فني للامنيين لاننا كنا مكبوتين حتى اننا كنا نتعرض لعقوبات ادارية حين يتم اكتشاف اعمال فنية لنا". وذكرت بان تفقدية الأمن وجهت لها استدعاء ايام حكم بن علي على خلفية نشاطها في الرسم على الحرير معتبرين ذلك عملا اضافيا مشيرة إلى ان نتائج عملها بالسلك الامني كانت دائما ايجابية". واكدت محدثتنا أن نشاطها في مجال الرسم هو عبارة عن ملجإ للترويح عن النفس ويساعدها على اعطاء شحنة جديدة لانجاح عملها الامني. اما فتحي العشي ضابط شرطة اول بالادارة العامة للشرطة فاكد لنا بانه كان يقوم برسم لوحات بالاقلام الجافة معتبرا ذلك نوعا من انواع الهروب من الضغوطات النفسية المنجرة عن العمل في السلك الامني. واضاف قائلا:" لم اكتشف موهبتي في البداية لكن جميع المقربين مني والذين شاهدوا لوحاتي شجعوني على عرضها للتعريف بها وهذه كانت اول فرصة بالنسبة لي ". من جهته اكد رضا الشعباني -عون امن- انه قام برسم عديد اللوحات الزيتية والرسوم الكاريكاتورية الا أن ابداعاته ظلت مدفونة بسبب القيود المسلطة على الامنيين. وذكر انه بفضل الثورة اتيحت لهم الفرصة لتفجير طاقاتهم الابداعية وبرز الجانب الانساني والحس الفني المكبوت داخل رجل الأمن لسنوات طوال. الوجه الجديد لرجل الأمن هو ابرز ما استخلصناه من هذه التظاهرة حيث أمكن لنا اكتشاف الامني الشاعر والفنان والمغني والرسام والاديب لنجد صورة جديدة عن الامني تقطع تماما مع الصورة التي عهدناها والتي ارتبطت دائما في ذهن المواطن بالقوة والصرامة والقوانين بعيدة كل البعد عن المشاعر والاحاسيس والابداع. نجح الامنيون من خلال هذه التظاهرة الاولى من نوعها في تونس في إبراز الجانب الانساني داخلهم لتمتزج الالحان بالالوان والغناء والشعر والادب.