اعتبر رئيس الحكومة الحبيب الصيد، فجر الجمعة 10 جويلية 2015، ان تونس في خطر وانها تمر بوضعية حرجة، مؤكدا انه لا خيار للتونسيين سوى الانتصار في معركتهم ضد الإرهاب. وقال الصيد، في رده على تساؤلات النواب في ختام الجلسة العامة المخصصة للحوار معه حول إعلان حالة الطوارئ والوضع الأمني العام بالبلاد: "قد نكون خسرنا إحدى المعارك ولكننا لم نخسر الحرب ولا خيار لنا سوى ان ننتصر في هذه المعركة ضد الإرهاب"، داعيا كل الاحزاب السياسية والمنظمات ومكونات المجتمع الى التوحد والتغاضي عن التجاذبات بكل اشكالها لهزم الارهاب. واستعرض الصيد، بالمناسبة، جملة الاجراءات التي تم اتخاذها منذ الهجوم الارهابي الذي استهدف متحف باردو في الثامن عشر من مارس الماضي والتي قال انها مكنت من تجنب احداث ارهابية مماثلة، مؤكدا ان هذه الاجراءات حسنت من قدرات القوات الامنية والعسكرية. واستدرك انه رغم تلك الاجراءات فان الوضع لا يزال هشا، داعيا الى مواصلة اليقضة والحيطة لان التهديدات الارهابية لا تزال موجودة. ومن بين هذه الاجراءات، حسب رئيس الحكومة، احالة القانون الاساسي لمكافحة الارهاب ومنع غسل الاموال الى البرلمان والقيام بعمليات مداهمة استباقية قارب عددها 8 آلاف عملية مكنت من اعتقال نحو ألف شخص من المشتبه في علاقتهم بالارهاب ومنع حوالي 15 الف شاب من السفر الى بؤر التوتر خارج البلاد والشروع في بناء جدار ترابي لحماية حدود تونس الشرقية مع ليبيا. و اكد الصيد ايضا ان العناصر الارهابية التي تورطت في حادثتي باردووسوسة انتقلت الى ليبيا في الفترة المتراوحة بين منتصف ديسمبر 2014 ومنتصف جانفي 2015 اين تدربت على السلاح خلال تلك الفترة. وبخصوص دعوة الخارجية البريطانية مواطنيها الى تجنب القدوم الى تونس ومطالبة رعاياها المقيمين فيها الى المغادرة قال رئيس الحكومة انه سيهاتف اليوم، نظيره البريطاني، دافيد كامرون لاعلامه بكل الجهود التي بذلتها وتبذلها تونس لحماية رعايا جميع الدول المتواجدين على اراضيها واستعدادها للتعاون وحماية كل من يرغب في مواصلة الاقامة بها، مشددا على ان قرار السلطات البريطانية ستكون له تداعيات وان الحكومة التونسية ستقوم بتقييم جذري داخلي و خارجي، حسب تعبيره. من جهة اخرى اكد الصيد ان قرار رئيس الجمهورية، السبت الماضي، اعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد "اجراء قانوني يحترم الدستور" وانه اتخذ على خلفية تزايد التهديدات الارهابية، حسب تعبيره. وأثار عدد كبير من النواب خلال جلسة المسائلة التي حضرها نحو 130 نائبا عدة مسائل تتعلق بجدوى اعلان حالة الطوارئ في مواجهة الارهاب ومدى احترامها للدستور و القانون والحريات العامة والفردية اضافة الى مسائل تتعلق بدعم القطاع السياحي والعاملين فيه بعد حادثة سوسة وتداعياتها الاقتصادية المحتملة. المصدر: وات