سيتعين على كافة جماهير الكرة في تونس أن تعتبر مسؤولي فرقها هم خصومها الأوائل عوض استهداف المكتب الجامعي.. نقول هذا ليس دعما لمكتب "الوديع" وإنما إيمانا راسخا بأن سبب تدهور مستوى الكرة التونسية يكمن أساسا في النوادي وما المسؤولون الحاليون في الجامعة إلا انعكاس للفراغ الذي تعيشه الساحة.. يوم الأربعاء الماضي تم تنصيب وديع الجريء سلطانا للكرة التونسية وبفعل القانون فالرجل الذي ظن أن الجلسة العامة ستكون مجالا للمحاسبة خرج منتصرا وبفارق عريض على منتقديه فكل شيء كان محل إجماع بما في ذلك القوانين التي تخدم الجامعة وتضر بالأندية.. كل القوانين المقترحة صودق عليها بما يشبه الإجماع باستثناء الفصل 35 الذي يهمّ منح صلاحيّات للمكتب الجامعي من أجل مراجعة أي قرار أو التدخّل في أي ملف والذي لم يكن ليغيّر شيئا من المعادلة بعد كل الصلاحيات التي منحها للجريء وفريقه.. الرياحي والجريء كان سليم الرياحي الرئيس الوحيد بين الرباعي الكبير الذي سجل حضوره بما أن المدب وشرف الدين وعبد الناظر أرسلوا من ينوبهم واكتفوا بالمتابعة عن بعد.. رئيس الإفريقي الذي كان "نجم" الجلسة العامة بما أن مسؤولين من عدة فرق تقدمت لالتقاط الصور معه كان له دور بارز أو لمن يمثله في الكواليس.. مصادر "آخر خبر" أشارت إلى أن رئيس الإفريقي دعم وديع الجريء وما حضوره لأول مرة في جلسة عامة تخص الجامعة في 4 سنوات من الرئاسة إلا دليل قوي على الدعم الذي يحظى به الجريء من الرياحي.. أندية الهواة كانت حاسمة في التصويت فيما تشير بعض الأخبار التي ننقلها باحتراز أن رئيس الإفريقي كان له دور كبير في ترويضها لفائدة الجريء.. النجم والترجي والسي أس أس كثيرون هم من أبدوا عدم رضاهم من سياسات المكتب الجامعي بل أن هناك ما يشبه الإجماع على ذلك لكن التصويت كان عكسيا وتتحمل الأندية الكبرى مسؤوليتها في ذلك باعتبارها القاطرة التي تقود كرتنا.. ولئن كان الود جامعا بين الإفريقي والجامعة فإن الثلاثي الآخر المشكل للرباعي الكبير ظل عاجزا عن إيقاف نزيف خسائره.. الترجي الذي تحدث باسمه التلمساني والعارم وقالا إن فريقهما حينما يتحرك يزلزل الدنيا وليس المكتب الجامعي فقط عجز من يمثل ناديهما في أخذ الكلمة خلال الجلسة العامة بعد أن رد الجريء فاروق كتو خائبا ما جره إلى المغادرة احتجاجا على ما اعتبره إهانة له.. أما ليتوال فقد فشل مسؤولوه في ترويض أندية الساحل لسحب ثقتهم من المكتب أندية الجامعي فما بالك بالفرق الأخرى.. النجم لم يحصل على توقيع سحب الثقة إلا من 7 أندية من أصل 20 في رابطة المنستير أما فشله الأكبر فكان بسوسة بالذات حينما سايره فريق واحد من أصل 11 يشكلون رابطة سوسة وهو الكوكب الرياضي بزاوية سوسة؟ السي أس أس جنح للاحتجاج جزئيا فغاب رئيسه واكتفى من نابه بالحياد فلا هو من المساندين ولا هو من المعارضين.. الأندية الكبرى ساهمت بفشلها في استمرار المكتب الجامعي الحالي وبالتالي ما على مسؤوليها إلا الابتعاد عن كل التصريحات التي من شأنها أن تخلو أجواء مشحونة على غرار الموسم الماضي بما أنهم أصل المنظومة والفاسدة ومنطلقها..