ماتزال النقاشات و السجالات صلب حركة النهضة متواصلة قبيل عقد المؤتمر العاشر الذي من المزمع أن ينظّم نهاية العام الجاري. آخر التسريبات من داخل العائلة النهضوية كشفت وجود وثيقة داخلية سريّة محلّ شدّ وجذب من قبل مناضلي الحركة التي تتجه نحو بلورة تقييم عام لتجربتها من المعارضة إلى الحكم علاوة عن تقديم الخلاصات التقويمية التي ستفرزها النقاشات المؤسساتية الداخلية صلبها. هذا وقد أفادت مصادر عليمة أنّ الوثيقة تتضمّن حزمة من المقترحات والأفكار الخاصة بالمستقبل و الخطّة الاستراتيجية للحركة التي تروم بلورة هويّة إسلامية-دستورية ترجمتها التصريحات الأخيرة حول الجدّ المشترك عبد العزيز الثعالبي. هذه الوثيقة حسب ذات المصادر تشمل نقاطا عديدة من بينها مسألة فكّ الارتباط بين الدعوي و السياسي وهو مشروع قديم تعود لبناته الأولى إلى سنة 2008 خلال الفترة التي تلت مباشرة الافراج عن السواد الأعظم سجناء تنظيم الحركة التي حوكموا مطلع تسعينات القرن الماضي. وينتظر أن يضطلع الحبيب اللوز بمعيّة الصادق شورو بمهمة قيادة المشروع الدعوي للحركة بعيدا عن الأطر السياسية الحزبية. ويبدو أنّ الطرف التركي الإسلامي الحاكم بقيادة حزب العدالة والتنمية يبارك هذا التمشي الذي يدعمه بشكل تجلّي في اللقاءات الأخيرة التي عقدها رجب طيب أردوغان مع رئيس النهضة راشد الغنوشي و بعض الأطراف التونسية الأخرى التي كانت مساندة لخيار التحالف بينها وبين نداء تونس. هذا ومن الملاحظ وجود تقاطعات بين طرح حركة النهضة و بعض الفاعلين السياسيين صلب حركة نداء تونس من رافعي شعار الدفاع عن الارث الدستوري. فأيّ مصير سيعرفه مشروع صياغة هويّة اسلامية دستورية لحركة النهضة الساعية لسحب البساط من تحت أقدام حركة نداء تونس في القادم القريب؟