حذّر الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي، عبد الله العبيدي، من تكرار السيناريو السوري في ليبيا والمتمثّل في التدخل العسكري الأجنبي، مشدّدا على أن الفرقاء الليبيين لم يعد لديهم اختيار سوى التوصل إلى اتفاق. وقال العبيدي، في تصريح لحقائق أون لاين، إن الوضع المادي لدى الكثير من القبائل لم يعد يسمح لهم بمواصلة الصراع، مشيرا إلى أن توقف إنتاج النفط، ونفاذ صبر الجماعات الأجنبية المهيمنة التي قد تدخل في طور آخر سيزيد من حتمية التوصل الى اتفاق. وأشار العبيدي، إلى أن الحلف الأطلسي وحتى دول الجوار لليبيا، لا ترغب في دخول الفرقاء الليبيين في مجابهة مسلّحة التي قد تتسبب في حال وقوعها بدخول قوات أجنبية بالمنطقة. واعتبر، الدبلوماسي السابق، أن الجزائر ومصر لا ترغبان في وجود تدخل عسكري في ليبيا، فضلا على أن الفرقاء الليبيين لم يعد لديهم صبر أكثر في ظل الوضع المتردي ووجود ليبيين في الخارج يقدرون بمئات الالاف، الذين هم في حاجة إلى وطنهم ليبيا، لاسيما وأن البعض الذين يقدرون بعشرات الالاف لم يعد لديهم قدرة مادية على العيش خارج ليبيا. وأضاف أن حكومة طبرق حسب الأصداء الواردة، قد وافقت على التوصّل إلى التوافق المنبثق عن مفاوضات الصخيرة، في حين أن حكومة المؤتمر ( طرابلس) إذا لم توافق على حكومة الوفاق الوطني التي وضعت، فقد يستدعي ذلك مواجهات بين الفرقاء، وأعمالا مسلحة مثلما هو الوضع في سوريا في ظل التدخل الأجنبي. وأوضح عبد الله العبيدي، أن المنطقة العربية إنقسمت إلى معسكرين، أحدهما في الشرق والآخر في الغرب، وفق تقديره، متوقعا أن تحط الولاياتالمتحدةالأمريكية الرحال في المنطقة التي لها القدرة على لعب بعض الأوراق فيها. واعتبر محدثنا، أن الولاياتالمتحدة ليست حليفة الغرب الاوروبي الذي يعتبر غريمها، وهي تحاول الهيمنة على العالم بأكمله بما في ذلك أوروبا، قائلا: إن أمريكا تريد أن تبقى غير بعيدة عن أوروبا لأن بؤر التوتر غير بعيدة عنها. وتابع عبد الله العبيدي قائلا: إن الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلف شمال الأطلسي سيعودان إلى ليبيا، مرجّحا أن تكون واشنطن تنتظر نفاذ ذخيرة الأطراف الليبيين المتناحرين وأن تصبح أسلحتهم غير قابلة للاستعمال بهدف العودة إلى ليبيا بأقل التكاليف. وشدّد الدبلوماسي السابق، على أن الولاياتالمتحدة لا تريد أبدا الابتعاد عن ليبيا باعتبار موقعها الجغرافي التي تأتي وراءها افريقيا جنوب الصحراء وهي منطقة قابلة للاستغلال، وفق تعبيره.