تحيي تونس، اليوم الخميس 15 أكتوبر 2015، الذكرى 52 لعيد الجلاء، وهو اليوم الموافق لتاريخ خروج آخر جندي فرنسي من أرض تونس وتحديدا من مدينة بنزرت من عام 1963. وكانت معركة الجلاء انطلقت فعلياً يوم 8 فيفري 1958 بعد العدوان الفرنسي على قرية ساقية سيدي يوسف الحدودية مع الجزائر والتي استهدفت عدداً من المؤسسات المحلية ونتج عنها سقوط عشرات الشهداء الجزائريينوالتونسيين. وفي 17 جوان 1958 قررت الحكومة التونسية العمل على إجلاء بقايا الجيوش الفرنسية عن قاعدة بنزرت بالوسائل الدبلوماسية، إلا ان الأوضاع عادت للتأزم في شهر جوان من العام 1961، وفي يوم 4 جويلية من العام ذاته دعا المكتب السياسي للحزب الحر الدستوري الحاكم إلى خوض معركة الجلاء، وبعد يومين أرسل الزعيم الحبيب بورقيبة موفداً خاصاً منه إلى الرئيس الفرنسي "شارل ديغول" محملًا برسالة يدعوه فيها لمفاوضات جدية. وفي 23 جويلية تم الإعلان عن وقف إطلاق النار لترك الفرصة أمام المفاوضات التي انتهت بإعلان فرنسا إجلاء قواتها من مدينة بنزرت وإخلاء القاعدة البحرية فيها، وفي يوم 15 أكتوبر 1963م، غادر الأدميرال الفرنسي "فيفياي ميناد" المدينة إعلاناً عن نهاية مرحلة الاستعمار الفرنسي لتونس والتي بدأت يوم 12 ماي 1881. وتجدر الإشارة إلى أن معركة الجلاء لسنة 1963 التي خاضها الجيش التونسي تسانده أعداد من المواطنين المتطوعين وسط تصعيد عسكري فرنسي منقطع النظير، حيث نزل المستعمر بكل ثقله العسكري رغم اختلال ميزان القوى بين الجانبين، أسفرت عن سقوط حوالي 7000 شهيد وأكثر من 1000 جريح، ودامت المعركة 4 أيام (من 19 إلى 22 جويلية 1961) و شهدت مواجهات عنيفة بين قوات الاستعمار الفرنسي و الشعب التونسي بكل فئاته إلى أن صادق مجلس الأمن الدولي على قرار يقضي بوقف إطلاق النار.