دامت معركة الجلاء عن بنزرت بين قوات الاستعمار الفرنسي وبين الشعب التونسي بكل فئاته أربعة أيام امتدت من 19 إلى 22 جويلية 1961، تاريخ حتّم على مجلس الأمن الدولي المصادقة على قرار يقضي بوقف إطلاق النار بعدما أسفرت المعارك عن مجزرة رهيبة في صفوف التونسيين، بسقوط عدد كبير من الشهداء. وقد نجحت بنزرت يوم 15 أكتوبر من عام 1961 في إجلاء المعسكرين الفرنسيين من على أراضيها، وكانت معركة الجلاء العسكري التأم ببنزرت في صائفة 1961 من أبرز الوقائع التي كان لها تأثيرها في مجرى الأحداث في الستينات على المستوى الوطني. وتم الجلاء بفضل صمود التونسيين ومطالبتهم بالسيادة التامة على أراضيهم وتحرك قوى السلم في العالم التي وقفت مناصرة للقضية التونسية وأجبرت فرنسا على الدخول في مفاوضات مع الحكومة التونسية والتوصل إلى اتفاق تم في 18 سبتمبر 1961 ينص على سحب كل القوات الفرنسية من مدينة بنزرت والعودة إلى مراكز انطلاقها. وشرعت قوات الاستعمار الفرنسي في الانسحاب من أراضي بنزرت بداية من 29 سبتمبر 1963 ليكتمل الجلاء التام عن قاعدة بنزرت في 15 أكتوبر 1963 وهو تاريخ رحيل آخر جندي فرنسي بحصول تونس على الجلاء التام والسيادة الوطنية.