على غرار عملياتها العسكرية الجوية السابقة، شنت مقاتلة حربية أمريكية فجر اليوم الجمعة 19 فيفري 2016 غارة جوية على اجتماع لقيادات من تنظيم داعش الإرهابي في منزل وسط مدينة صبراتة، غرب ليبيا،نتج عنها مقتل أكثر من 30 عنصر منهم. وأجمع مراقبون وخبراء عسكريون تونسيون على دقة العملية العسكرية الأمريكية ونجاحها في قتل قيادات عليا في التنظيم الإرهابي المسمى داعش. الخبير في الشأن العسكري و مدير الاستخبارات العسكرية التونسية السابق، الجنرال أحمد شابير، اعتبر في تصريحه لحقائق أون لاين، عملية قصف منزل يجتمع به عدد كبير من قيادات تنظيم داعش الإرهابي في مدينة صبراتة الليبية مواصلة تنفيذ السياسة العسكرية الامريكية التي تستهدف أبرز قيادات التنظيمات الإرهابية والتي انطلقت منذ سنة 2001 بحسب قوله . ووصف شابير العملية بأنها دقيقة نجحت بها القوات الأمريكية في تنفيذ أهدافها المنشودة وذلك بقتل عدد من قيادات تنظيم داعش الإرهابي. وبحسب مدير الاستخبارات العسكرية السابق، يشير نجاح العملية العسكرية الأمريكية في قتل قيادات من تنظيم داعش الإرهابي إلى انتشار المخابرات الأمريكية الخاصة على الميدان وتحديدا في مدينة صبراتة وهي التي حددت الهدف بدقة كبيرة. وتمت عملية القصف بسلاح خاص تمكن بها الجيش الأمريكي من إصابة المنزل الذي يجتمع به الإرهابيون دون إلحاق أضرار بالمنازل المجاورة له وذلك وفق ذات المتحدث. واستبعد أحمد شابير أن تكون العملية العسكرية بالتنسيق مع قوات الجيش الليبي لأن القوات العسكرية الأمريكية تمتلك وسائل تنصت عالية الدقة ولا تحتاج الى تنسيق مع الجيش الليبي. ورجح الخبير العسكري إقلاع الطائرة الأمريكية من الأسطول الحربي الأمريكي السادس المتواجد في عرض البحر الأبيض المتوسط أو من أحد قواعد الحلف الأطلسي في إيطاليا أو إسبانيا. ولم يكتفي أحمد شابير بتحليل العملية العسكرية الأمريكية في ليببا بل أوصى السلطات التونسية بمزيد من اليقظة ودعم العمل المخابراتي التونسي ومزيد تكثيفه وتشابكه بالعمل المخابراتي الدولي والعربي لمكافحة الإرهاب. دقة القصف الجوي الأمريكي في مدينة صبراتة الليبية أكدها بدروه الخبير العسكري والعميد السابق بالجيش الوطني، مختار بن نصر، مرجحا في ذات الوقت أن تكون هذه العملية تحضيرية للعمليات العكسرية القادمة التي ستستهدف كل مواقع تنظيم داعش المنتشرة في الأراضي الليبية. وقال بن نصر لحقائق أون لاين إن عمليات جوية أمريكية في ليبيا قد سبقت عملية اليوم وتمت خلال الأسبوعين الماضيين في كل من مدينة درنة، شرقي ليبيا، وفي العاصمة الليبية طرابلس واستهدفت مواقع تتحصن بها قيادات تابعة لتنظيم داعش الإرهابي. وتركّز عمليات القصف الجوي الأمريكية على استهداف مراكز القيادة ومراكز التدريب التابعة للتنظيم الإرهابي المسمى داعش وذلك وفق قول بن نصر. كما يتم من خلال العمليات العسكرية التحضيرية، بحسب ذات المتحدث، اختبار قوة هذه العناصر الإرهابية ومدى قدرتها على التصدي أو الرد على عمليات القصف الجوي. في الشأن ذاته، استبعد العميد السابق بالجيش الوطني فرار العناصر الإرهابية المتواجدة بمدينة صبراتة نحو الحدود التونسية باعتبارها تتخوف من التعزيزات العسكرية التونسية المتواجدة هناك حسب قوله. وأضاف أن العناصر الإرهابية تخيّر الاختباء في أماكن تتوفر بها الأسلحة ولا يتم مقاومتهم فيها. كما أشار إلى أن التشكيلات العسكرية التونسية مستنفرة على الحدود المشتركة بين تونس وليبيا منذ أشؤ مشيرا إلى وجود عمليات مراقبة مستمرة وعمليات طيران استكشافية يومية.