دعا كبير الأحبار اليهود في تونس حيين بيتان، "السلفيين" إلى ضرورة التمييز بين اليهود التونسيين وبقية اليهود الداعمين للحركة الصهيونية والكيان الإسرائيلي في فلسطين. وأكّد بتان أنه على يقين بأن دعوات قتل اليهود، التي نادى بها السلفيون، مؤخرًا لا تشمل اليهود التونسيين، أو بقية يهود العالم، الرافضين لدعم الكيان الصهيوني في فلسطينالمحتلة، غير أنه دعا منتسبي التيار السلفي إلى توضيح موقفهم وطمأنة أبناء جلدته، الذين "هم، في النهاية، مواطنون تونسيون شأنهم شان مسلمي ومسيحيي البلاد". ومن جهة أخرى، أشاد بيتان بالزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي في الذكرى العاشرة للاعتداء على "كنيس الغريبة" في مدينة جربة، جنوب اشرقي تونس. ويذكر أنه قبل 10 سنوات، وتحديدًا في 11 أبريل 2002، قام تونسي بتفجير صهريج وقود أمام كنيس الغريبة، أقدم مكان عبادة يهودي في أفريقيا، ما أسفر عن مقتل 21 شخصًا (14 سائحًا ألمانيًا وخمسة تونسيين وفرنسيان). وأكد بيتان أن يهود تونس اجتازوا المرحلة الأصعب في تاريخهم إبان اندلاع الثورة التونسية في 14 يناير 2011، لكن المخاوف ما زالت قائمة. وطالب الحكومة بتكثيف وجود عناصرها الأمنية في منطقة الغريبة، أكبر معقل لليهود في تونس، خاصة في هذه الفترة التي تشهد استعدادات كبيرة لمناسبة الاحتفال ب"الحج اليهودي" إلى "كنيس الغريبة" في 17مايو المقبل. ويعتقد يهود تونس، الذين يقدر عددهم بحوالي 2500 شخص، أن معبد الغريبة أقدم كنيس يهودي خارج إسرائيل، وتوجد فيه واحدة من أقدم نسخ التوراة. ومن المتوقع أن تستقبل تونس خلال شهر مايو ما بين 4000 و5000 يهودي من مختلف البلدان بما في ذلك إسرائيل. وأكّد بيتان أن الآمال معلّقة على إنعاش الحركة السياحية في البلاد، مضيفًا أن التونسيين المسلمين والمسيحيين واليهود يعيشون معًا منذ قرون، دون أي مشاكل أو تمييز على أساس الدين، وشدد على أن العائلات اليهودية، خاصة في جربة، تتعايش بألفة كبيرة مع المسلمين، مشيرًا إلى أن اليهود ليسوا منعزلين عن المجتمع التونسي، وهم في اتصال يومي مع بقية شرائح المجتمع، بما فيها حتى السلفيين وذلك خاصة في الأعمال التجارية. وكان حيين بيتان قد قابل في الفترة الماضية وزير الداخلية التونسي علي العريض ورئيس حركة النهضة، الإسلامية الحاكمة، راشد الغنوشي، حيث ناقش معهم وضع اليهود في تونس إذ أكّد بيتان أنهم تلقوا تطيمنات مرضية وتفهمًا كبيرًا من قبل المسؤولين في الدولة. وعن موقفه من تجريم التطبيع في الدستور أكد كبير أحبار اليهود التونسيين أن للحكومة أن تقر ما تراه صالحًا قائلا "ليس من شأننا التدخل في السياسة الخارجية للبلاد ما لم يمس ذلك بأمننا الداخلي".