بدأت مؤخرا الاستعدادات الحثيثة من أجل تصوير أعمال رمضان 2013، حيث رجّحت مختلف التقارير والأخبار القادمة من قلاع الدراما العربية في مختلف الدول، أن مسلسلات الربيع العربي ستستمر في الظهور على الشاشة بقوة، وربما بجرأة أكبر مما شاهدناه في رمضان الحالي، خصوصا أن العديد من الفنانات بدأن فعليا في الاتفاق مع منتجين لأداء مجموعة شخصيات نسائية قوية ومؤثرة، لعبن دورا كبيرا في تحديد مصير الأنظمة التي سقطت خلال الثورات، والحديث هنا طبعا عن سوزان مبارك، ليلى بن علي، وحتى عائشة القذافي. وفي هذا الصدد، سارعت بعض الفنانات للإعلان عن رغبتهن في تجسيد تلك الشخصيات السياسية المهمة، بما يعدّ حربا استباقية لفرض الأمر الواقع إعلاميا وإنتاجيا على الآخرين، حيث قالت الممثلة المصرية إلهام شاهين في هذا الصدد، إنها تستعد للحصول على موافقة من زوجة المخلوع حسني مبارك، سوزان ثابت، من أجل تجسيد قصة حياتها في عمل درامي، علما أن إلهام شاهين مصنفة من طرف الثوار الذين أسقطوا الفرعون بكونها أكثر وجوه الفلول المساندة له، حيث لا تترك مناسبة فنية ولا برنامجا تلفزيونيا إلا وتعبّر من خلاله عن دعمها لحسني مبارك وزوجته وأولاده! وبالتالي فإن الفنانة المصرية التي قدمت هذا العام مسلسلا فاشلا عنوانه "قضية معالي الوزيرة" والذي تمت كتابته قبل الثورة بعامين، تسعى إلى تبييض صورة سوزان ثابت ومن ورائها حسني مبارك في عيون الشعب المصري وأيضا العرب، مع توقع الكثير من المتابعين فشل مهمتها السياسية الجديدة، بالنظر إلى عدة عوامل، لا تتعلق فقط بحالة النفور العام من مبارك وأسرته، ولكن أيضا بسبب تراجع أعمال إلهام شاهين أصلا، حيث لم تدخل بمسلسلها الأخير في أي منافسة، وبدت بعيدة جدا عن الممثلات من الجيل الجديد اللواتي قدمن أعمالا جيدة ومتنوعة وجريئة . من جهتها، قالت الفنانة التونسية هند صبري التي قدمت للشاشة الصغيرة هذا العام مسلسل "فيرتيجو"، إنها مستعدة لتقمص شخصية ليلى الطرابلسي، زوجة الرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي، وذلك في عمل لم تُحدد هند صبري بعد ما إذا كانت ستعتمد فيه على إنتاج تونسي أم مصري كعادتها، في الوقت الذي يرى فيه الجميع أن هند تعدّ الأنسب فعلا لأداء شخصية ليلى بن علي بالنظر إلى كونها ممثلة جيدة، ناهيك عن مناقشتها في مسلسلها المصري الأخير لقضايا جريئة تتعلق بالفساد داخل السلطة، مع الإشارة بصورة مباشرة للرئيس مبارك وقضية التوريث، وغيرها من المسائل، وهو ما يجعلها مجبرة على نقل تلك التجربة خلال مناقشة الراهن السياسي لبلدها، ولتبرئة نفسها تماما من تهمة مساندة بن علي التي لاحقتها قبل ثورة الياسمين، بعدما أضافت توقيعها على قائمة المطالبين بتمديد عهدة المخلوع. وإذا كان رمضان العام المقبل سيشهد ظهورا مؤكدا لسوزان مبارك وليلى بن علي، فلا يعتقد البعض توفر تلك الحماسة أيضا لرواية قصة ابنة الزعيم الليبي المغتال معمر القذافي، عائشة، وذلك على الرغم من أن حياتها ثرية جدا من الناحية الدرامية، وتحديدا في مسألة هروبها مع عائلتها للجزائر وإنجابها لطفلة على الحدود، ناهيك عن دورها قبل ذلك في إدارة العديد من الشؤون المتعلقة بنظام والدها الذي سقط وتم قتله على المباشر. ويعدّ الانتقال لمسلسلات السيرة المتعلقة بزوجات الرؤساء المخلوعين تتمة لدراما الربيع العربي، ومحاولة جدّية من طرف المنتجين لإنعاش مسلسلات السيرة الذاتية التي فقدت الكثير من بريقها فيما يتعلق بقصص الفنانين، حيث تراجعت كثيرا بعد النجاح المدوي لمسلسل أم كلثوم، وأيضا اسمهان، فيما فشلت مسلسلات أخرى روت قصصا لعدة مشاهير أمثال ليلى مراد وصباح، في الوقت الذي أجهضت فيه جهات كثيرة مشروع الممثلة غادة عبد الرازق لأداء شخصية زوجة حاكم قطر الشيخة موزة ضمن عمل تردد أنه سينمائي، قبل أن تخرج الممثلة جالا فهمي لتقول بأنها ستتحدى الجميع وتؤدي شخصية زوجة الأمير الذي تدعم بلاده الكثير من الثورات الشعبية ضد الحكام العرب، في الوقت الذي يشكك فيه البعض في الأجندة السياسية للدوحة.