على الرغم من مرور ما يقرب من عام على مقتل بن لادن على يد القوات الخاصة الأميركية، لكن الحرب بين زوجات بن لادن مازالت قائمة قد نشبت مشاجرة وتشابك بالأيدي بين صغرى أرامل زعيم القاعدة الراحل آمال، "29 عامًا"، وبين كبرى زوجاته خيرية "61 عامًا"، الأمر الذي اضطر سلطات الأمن الباكستانية إلى التدخل للفصل فيما بينهما. وكانت المشاجرة قد بدأت بسبب شكوك زوجته آمال وارتيابها في قيام خيرية بتسريب معلومات عن مكان وجود بن لادن إلى السلطات الأميركية قبيل مقتله في آيار/ مايو السابق. وقد أصدرت سلطات الأمن الباكستانية "أوامرها إلى الحراس بعدم السماح لهما بالالتقاء أو المواجهة معًا يذكر أن "السلطات الباكستانية تحتجزهما في العاصمة الباكستانية إسلام آباد منذ مقتل بن لادن، إضافًة إلى زوجة ثالثة، وثمانية من أطفاله الذين يبلغ عددهم 20 طفلًا". ونسبت صحيفة "ذي صن" البريطانية إلى مصدر في جهاز الاستخبارات الباكستانية قوله إن "آمال تصف خيرية بأنها القاتل الحقيقي ل بن لادن". وأضاف المصدر نفسه "أن خيرية بدورها تتهم آمال بأنها كانت تلتصق في بن لادن مثل العاهرة التي ترغب في ممارسة الجنس 24 ساعة يوميًا". يذكر أن "العلاقة بينهما لم تكن على ما يرام أثناء حياتهما معًا في كنف بن لادن في مخبأه في "أبوتاباد" في باكستان، كما كانت تعيش معهما زوجة ثالثة، إضافة إلى ثمانية من أطفاله وخمسة من أحفاده". وكانت الزوجة الصغرى آمال تشارك بن لادن غرفة نومه، في حين كانت الزوجة الكبري تعيش في أحد طوابق البناية التي كان يسكنها، وبدأ التوتر والمشاحنات عند وصول خيرية ذات الأصول السعودية في أوائل العام 2011 وانتقالها إلى غرفة نوم في الطابق الأسفل. فقد أعربت عن "ضيقها وامتعاضها بسبب حظوة آمال لدى بن لادن وتفضيله لها". أما بقية أفراد العائلة الذين تم حشرهم في بقية أرجاء البناية المكونة من ثلاثة طوابق، فقد كانوا على قناعة بأن الزوجة الكبرى كانت تنوي خيانة زعيم القاعدة. وجاء في وثائق لجهاز الاستخبارات الباكستانية تم الكشف عنه الأربعاء الماضي أن "آمال الزوجة الصغري قالت في مقابلة إن "بن لادن كان يحبها أكثر من غيرها من زوجاته، وأنهما كانا يتبادلان الأحاديث الرومانسية وأمورًا أخرىن بعيدًا عن أمور تنظيم القاعدة". وأضافت أن "بن لادن في أيامه الأخيرة كان يشعر بأن القوات الأميركية وأعوانها كانت تقتفي أثره". ونسبت إليه قوله "إن موته سيتم ترتيبه على يد خيرية أو العائلة" وأضافت أنه "كان على استعداد لمواجهة ذلك". يذكر أن "شوكت قادر وهو ضابط متقاعد في الجيش الباكستاني كان قد أمضى عدة أشهر في البحث عن الظروف المحيطة بإقامة بن لادن في أبوتاباد التي عاش فيها منذ العام 2005، وقد استطاع قادر أن يطلع على وثائق للاستخبارات الباكستانية التي تحتوي على استجوابات الاستخبارات لزوجته آمال". ويقول قادر إنه "علم من بعض زعماء القبائل الذين كانوا على علاقة بعائلة بن لادن، أن الحياة داخل منزل بن لادن شهدت الكثير من التوتر لدى وصول خيرية التي تزوجت من بن لادن في أواخر فترة الثمانينات، وسرعان ما دبت الكراهية والضغينة بينها، وبين آمال اليمنية، لأن بن لادن كان يعاملها معاملة مميزة عن غيرها من زوجاته". وأضاف قادر أنه "علم من مصدر استخباراتي باكستاني أن خيرية كانت تتسم بالعدوانية أثناء استجوابها بعد مقتل بن لادن". وأشار قادر إلى أن "آمال ظلت قريبة من بن لادن بعد هروبه من أفغانستان إلى باكستان في أعقاب الغزو الأميركي في العام 2001 ، وأنها لعبت دورًا في توفير الحماية له، وأن بن لادن كان يريدها أن تكون بجواره دائمًا". أما خيرية فقد هربت من أفغانستان في العام 2001 إلى إيران بصحبة عدد من أقارب بن لادن وبعض شخصيات القاعدة وظلت قيد الاحتجاز في إيران حتى العام 2010 عندما سمحت السلطات الإيرانية لها بالمغادرة في صفقة مقايضة بدبلوماسي إيراني سبق اختطافه في مدينة بيشاور في باكستان. وقالت آمال أثناء استجوابها إن "خيرية وصلت إلى أبوتاباد في أوائل العام 2011، وأقامت في الطابق الثاني من البناية". وأضافت أن "خالد ابن بن لادن من زوجته سهام كان دائم التشكك في خيرية، ودائمًا ما يسألها عن سبب عودتها". وكان رد خيرية "أن لديها واجبًا أخيرًا لابد وأن تؤديه نحو زوجها"، وعلى الفور قام خالد بإبلاغ "والده بما قالته وحذره من أنها تنوي خيانته". وكانت آمال تشارك خالد مخاوفه وشكوكه وقالت إن "بن لادن كانت تراوده الشكوك، ولكنه لم يكن يبالِ تاركًا الأمر للقضاء والقدر". يذكر أنه "لا يوجد حتى الآن أي دليل على قيام خيرية بدور في خيانة بن لادن ومقتله، إذ لم يرد لذلك ذكر من جانب الاستخبارات الباكستانية أو الأميركية".