عمدة مدينة بوسالم وكاتب عام حزبها الحاكم وأعوان إدارتهم وعناصر إرشادهم، يحاصرون "كُتّاب" الأطفال لاخراج طفل اندسّ بين أطفاله في غفلة من "المؤدب"، يضمر في نفسه نشر "العزة" التي حملها من اسمه ومع جيناته. ما أشبه هذا المشهد، بمشهد صوّرته أغنية فلسطينية، لجنود "آخرين" حريصين على أمن شعبهم يطوقون بيتا ويصرخون عبر مضخمات الصوت: "محمد ارم سلاحك واخرج إلينا فأين المفر! ... ألقى عليهم محمد برضاعته ففروا مخافة أن تنفجر!!" أو بصورة أخرى لعشرات الأعوان المدججين بالسلاح والكلاب والسيارات للقبض على الطالبة "عائشة" في ساعة متأخرة من الليل ببيتها في"الرقاب" لأنها متهمة بالاعداد لقلب نظام الحكم مع زملائها في الإتحاد العام التونسي للطلبة!! "الرعاة" حريصون على أمن أطفالنا، والحفاظ على الإستقرار والهدوء! ... ونقل الصورة الناصعة للعالم أجمع! صورة الرفاه! والازدهار الإقتصادي! واكتفاء جميع المواطنين من الضروريات والحاجيات والتحسينيات وحيازة الكماليات! ... تلك الصورة التى تصدرها أجهزة اعلامنا وتدفع "الوكالة" من أجل تسويقها ما لو دفع في مجاله الحقيقي لكفى! لا يحق لأي كان أن يكسر تلك المرايا فيشوش الصور الرسمية! ... كما يفعل والد "محمد عزيز"! ... من يدري ربما حمل الطفل جهاز تسجيل والده ومصورته بأمر منه أو تقليدا له! ... لأن من شابه أباه فما ظلم كما يقول المثل! ... ليصور لنا بعض أطفال "الكُتّاب" حفاة أو عراة! ... أو ربما سجل لنا صوت طفل يبكي من الجوع بسبب بطالة والده أو طرده ظلما من عمله!... ربما شكى أحدهم من ألم لا يجد والده ما ينفقه من أجل علاجه! ... أو قد يُحدّث الأطفال بعضهم بأنهم لم يناموا من شدة البرد في الأكواخ والبيوت التي ليس لها من صفة البيوت إلا الأسقف! ... تلك البيوت التي تهب العواصف من نوافذها لتعبر من أبوابها ولا تجد ما يقف في طريقها! فتلتقط "مسجلة" "محمد عزيز" تلك الأصوات البريئة لتبثها على موجات راديو كلمة! ربما نقل لنا على لسان الأطفال ما يفزع أو يذهب النعاس! ... لأنه ليس منا من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم! كما في "الحديث الشريف"! ... فما بالك "بوليّ أمر" يتقلب في النعيم وهو يعلم أن فلان أو فلانة تقوده آلامه للقبر، يُودّع الدنيا بعيون باكية على مصير أبنائه من بعده وعلاجه في بضع دنانير لا يجدها! لم تكن تلك الصور من نسج الخيال ولكنها غيض من فيض مما أرهبنا به "المولدي الزوابي" والد "محمد عزيز" الطفل ذو الأربع سنوات، وأفسد الصور الجميلة التى حملناها للوطن الحبيب، و كنا نأمل أن يكون بعض ما تنقله الرواية الرسمية حقا! حريصون على جمال الصورة! ولا يقبلون من يشوشها لذلك يطاردون الكبار والصغار! ... وشباب الجامعات وأطفال الكتاتيب! .... معهم حق!! فحلم جميل خير من صورة كريهة!! واتّ....ه على "إلي ما يحشموش! ... حشا السامعين"!!