خاضت بلادنا بقيادة "ابنها البارّ" وحاشيته المخلصة حروبا عدة على جبهات مختلفة حققت فيها انتصارات وفتوحات لا يماري فيها إلا جاحد أو حاسد أو حاقد! اندحر ذووالأطماع الاستعمارية! وملكنا قرارنا وتوحد شعبنا واستتب أمننا وسادت مؤسساتنا واحترمت قوانيننا ورفع دستورنا! وألجم المغرضون والمناوئون وحوصروا عن أيمانهم وشمائلهم ومن فوقهم ومن تحتهم! ولم يبق لهم من ملاذ إلا الارتماء في أحضان أعداء الوطن والأمة الذين لا يريدون لنا استقرارا ولا ملكا لقرار! ... غاظهم أن "تونس" حرة أبية عصية عن الإذلال والركوع أو الخضوع لأوامر تحاك من خلف البحار! ... فكادوا ومكروا بالليل والنهار ليضربوا اقتصادنا ويجوعوا شعبنا معتقدين خطأ أن البطون الخاوية سهل انقيادُها! وفاتهم أن بطون شعبنا إن خويت من الزاد فإنها لن تخو من المبادئ ولن تدير ظهرها للنهج الحكيم الذي خطه "سيادته"! ... وألم الجوع ولا ألم الركوع! كادوا بالنهار ودبروا الأمور بليل ليحرموا بلدنا من امتيازات خاصة وشراكة متقدمة مع نادي الأقوياء، فهبت "بطو" نخبنا ومشرعينا تحرضهم على الذّودعن مصالحنا الحيوية والإعلان بوضوح أن "اللعب موش بعشانا"! كما صرح أحدهم! كل "البواسل" قد هبوا من مواقعهم للمطالبة بالضرب على أيدي العابثين، فهذه ندوة على شاشة "قناة 7" "الغراء" تشارك فيها نخبة من المتمعّشين من كل الأطياف "المروضة والداجنة" تسب الماكرين وتشرح "للسذج والمساكين" أن العالم يحسدنا ويتربص بنا لأننا نتقدم ونتطور بالاعتماد على أنفسنا! وهذا "المسيس" يغزو قنوات فضائية معادية في عقر دارها وينتقل من الدفاع إلى الهجوم! ... عشرون جمعية دولية تآمرت على "تونس" لأنها ملكت قرارها وأحاطت شعبها بسياج عازل عن المؤثرات الخارجية لتحميه من الغزو الخضوع لسواها! ... المشكلة أن أعداد هذه الجمعيات المشبوهة في تزايد وهي ترمي بلادنا وقيادتها عن قوس واحدة! فتقاريرها تكشف يوما بعد آخر عن عدم موضوعيتها وانحيازها لما يروجه "طابور خامس" من بني جلدتنا فشل في المنافسة السياسية النزيهة المتاحة لجميع المواطنين على قدر سواء وعجز عن العمل في إطار القانون، المفصل على المقاس! فراح يطعن في الظهر ويستقوي بالغرباء! ... يفطرون عند السفير الأمريكي ويتعشون عند نظيره الفرنسي وبين ذلك يحررون بيانات عن فلان الذي خطف وعذب حتى الموت وفلانة التي لا تعلم أين فلذة كبدها! وعلان الذي منع من العودة لوطنه وعيادة والديه!! الواجب الوطني والغيرة على مصلحتي يدعواني للإدلاء بدلوي في الموضوع وإسداء النصح لمن بيده الأمر! ... يجب أن نستفيد من تجاربنا وتجارب غيرنا! التجربة أثبتت أن هذه الدول التي نريد منها أن تمنحنا مرتبة الشريك المتقدم متآمرة علينا تصدق أعداءنا ولا تصدقنا! ... يغيظها أن ترانا نخطو بثبات على طريق الندية معها والتحرر من هيمنتها وماضيها الاستعماري! فلماذا نظل نلهث وراءها لتقبل بنا في ناديها وهي قد هرمت وشاخت وما عاد لديها ما تقدمه لنا غير قوارب للموت تحمل بقايا شعبها باتجاه شواطئنا التي بدأت تلتهم جثثهم الشقراء في الوقت الذي ينعم فيه شبابنا بالأمن والاستقرار وراحة البال والاطمئنان للمستقبل الزاهر في ظل قيادته الحكيمة التي وعدت وأنجزت وعاهدت على الاستمرار في الانجاز حتى آخر رمق! جدر بنا والعالم من حولنا يتربص بنا غفلة أن نستفيد من التجربة الرائدة لألبانيا أيام زعيمها الراحل أنور خوجة! ... فقد كان الألبان بما قرّر زعيمهم في "بحبوحة من العيش" غبطتهم عليها دول جوارهم جميعها حسب ما أفادهم زعيمهم الملهم! ... الذي أمر أن تغلق الحدود، ويمنع الخروج والدخول! وعلى الشعب أن يعول على نفسه ويحقق كفايته بالشكل الذي قرره الزعيم وقدره! ... إضافة إلى أخذ الحيطة والحذر والاستعداد لهجومات الطامعين من خارج الحدود! ... حوّل البلد إلى خنادق من الاسمنت المسلح وقباب يمرر بعضها لبعض! درّب الشعب كله لمواجهة الأعداء المحتملين فكانت أصابعهم على الزناد طول الوقت وويل لمن تأخذه غفوة! فلما خر أنور خوجة تبين الألبان أنهم كانوا في العذاب الأليم! وارب الموت تأكل ما تدفعه الأرحام! ومن لم يجد مكانا في قارب سكب على جسده البنزين وأضرم النار! ... وهم يغنون العام صابة! ...