بعد التحذيرات الأمريكية والأوربية والتركية للنظام السوري من أن الوقت أمامه بدأ ينفذ، وأنه سيواجه مصيرا حزينا كما نصحته حليفته روسيا، بدأ الموقف العربي تجاه سوريا يتصاعد حيث أعلنت عدة دول عربية منها السعودية ومصر والبحرين والكويت عن سحب سفرائها من سوريا. وقد زار يوم أمس وفد من جنوب أفريقيا والبرازيل والهند سوريا لمطالبتها بتدارك الوضع وسحب القوات العسكرية من المدن والقيام بإصلاحات. وخلال لقائه بالوفد أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن دمشق بدأت تسحب قوات الجيش من مدينة حماة وهو ما أكده رئيس الوزراء التركي في مداخلة له يوم أمس، بناءا على ما نقله السفير التركي بدمشق الذي زار المدينة. وهي الخطوة التي رأى فيها بعض المحللين إشارة إلى استجابة نظام الأسد للضغوط التركية عقب لقائه بوزير الخارجية التركي أحمد داود أغلو في دمشق الثلاثاء. من جهة أخرى واصلت قوات الجيش اقتحامها لعدد من المدن واعتقلت وقتلت عددا من الأشخاص في أماكن متفرقة. كما استمرت المسيرات الليلية المطالبة برحيل نظام الأسد رافعة شعار "لا حوار مع بشار". وفي شأن متصل أصدرت ست منظمات حقوقية سورية يوم أمس بيانا مشتركا استنكرت فيه بشدة ما وصفته "باستخدام العنف والقوة المفرطة من قبل الجيش والأمن ، وترويع المواطنين الآمنين، واعتقالهم. وطالبت المنظمات الحقوقية "الأجهزة الأمنية بالكف عن الاعتقالات التعسفية التي تجري خارج القانون واستخدام التعذيب الشديد على نطاق واسع"، وأعلنت تأييدها الكامل "لممارسة السوريين جميعا لحقهم في التجمع والاحتجاج السلمي والتعبير عن مطالبهم المشروعة"، ورأت أن "مطالب المحتجين محقة وعادلة وعلى الحكومة السورية العمل سريعا على تنفيذها".