في حديث نشر اليوم في جريدة " الأنباء الكويتية اعتبر الوزير الأول في الحكومة المؤقتة الباجي قايد السبسي أن أي تيار سيحكم تونس لا بد أن يأخذ في الاعتبار الانفتاح على بقية العالم و ان مصير البلاد مرتبط بدرجة انفتاحها على الآخرين لاسيما في المجال الاقتصادي و الاستثماري. و اعتبر ان تونس لا يمكن أن تعيش بدون انفتاح على الآخرين و لاسيما ما يتصل بتنقل الأشخاص ورؤوس الأموال و حق التملك و غيرها من الأمور.وأكد السبسي ان أي حكومة جديدة ستأتي بعده ستعتمد برنامج التنمية الاقتصادية المقترح و المعروف ببرنامج الياسمين، معتبرا ان هذا البرنامج مرتبط بالاستثمار الخارجي الذي يتطلب ضمانات معقولة لقدومه حسب رأيه. من جهة أخرى طمأن السبسي الشعب التونسي بان مكتسبات الخمسين سنة الماضية لا يمكن الرجوع عنها مؤكدا ان الرجوع الى الوراء مستحيل وأكد أن هناك اتفاقا مبدئيا بين القوى السياسية مجتمعة بما فيها حركة النهضة على ان تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة، العربية لغتها، والإسلام دينها والجمهورية نظامها، وهذا مبدأ ثابت لا رجوع فيه لا بالزيادة ولا بالنقصان. وقال ان القوى السياسية الحالية تدرك المهم والأهم، مضيفا ان بلاده تسير في مرحلة الأهم بنجاح لأن الشعب التونسي متفطن لدوره وخير دليل ما شهدته الانتخابات من نسب مشاركة وإقبال جماهيري غير مسبوق في الحياة السياسية التونسية. واعتبر ان ذلك دليل إضافي يثبت ان المجتمع متهيئ للديمقراطية وأن الجميع متفهم طبيعة المرحلة الحالية القائمة على التفاهم والتوافق بما فيهم التيار الجديد. وأوضح ان التيار الديني في تونس صقلته التجربة والأحداث وقياداته تتمتع بالمرونة المطلوبة التي جعلته يقيم الأمور بمنظور أوسع وأشمل وأفضل. وأضاف ان التيار الإسلامي هنا تونسي خالص يملك القراءة القرآنية الصحيحة مع تمتعه بصفة الاجتهاد. وحول درجة انفتاح ومرونة القيادات الوسطى والصغرى في التيار الديني قال انها مرتبطة بدرجة الاستجابة الى طموحات هذا الجيل وآماله التي لم تتحقق لاسيما بين الشباب التونسي.