تستمرّ الحملة التي تشنّها السلطة على الصحافة والصحفيين وعلى الأصوات الحرّة، لتطال هذه المرّة المدوّنين قبل يوم من موعدهم السنوي الذي أصبح يعرفه القاصي والداني بيوم التدوينة التونسية أو التدوينة البيضاء، 4 نوفمبر، الذي أصبح مناسبة للدفاع عن حرية التدوين والوقوف ضدّ الحجب الذي تمارسه الأجهزة الرسمية وأصابعها الخفية على كل موقع حرّ. فقد قامت فرقة مكافحة الإجرام بالقرجاني تونس باعتقال المدوّنة التونسية فاطمة الرياحي (34 سنة) المعروفة بفاطمة أرابيكا يوم الثلاثاء 3 نوفمبر على إثر استدعائها وقيام 3 أعوان أمن بمرافقتها إلى منزلها بالمنستير لتفتيشه حيث حجزوا حاسوبها الخاص. وحسب بعض المصادر القريبة من المدوّنة فإن محاميتها الأستاذة ليلى بن دبّة لم تستطع مقابلة الرياحي لأكثر من بضع دقائق. المدوّنون التونسيون لم يقفوا مكتوفي الأيدي، فعلى إثر هذا الاعتقال انطلقت حملة مساندة لها من شملت صفحات مدوّناتهم وصفحات الفايسبوك وكذلك تويتر، كما تمّ إنشاء مدوّنة خاصّة بالدفاع عنها والمطالبة بإطلاق سراحها. هذا وقد راج في فضاء التدوين أن فاطمة "متهمة" بالوقوف خلف مدوّنة "نقاش تونس" لصاحبها "زاد" رسام الكاريكاتور الساخر الذي تداولت مؤخرا العديد من المواقع شريط فيديو صوّر له ينتقد فيه النظام وخنق الحريات في تونس. إلاّ أنّ نشر كاريكاتور جديد بهذه المدوّنة إثر اعتقال الرياحي دحض هذه الإشاعة.