دعيت لحضور أشغال مؤتمر "تجمعي" في بلاد "القورّة" حضره جمع من النخب العلمية والأكادمية تعود أصول معظمهم إلى وطننا العربي! ... يسمون أنفسهم أبناء التجمع الإسلامي في ألمانيا!.. ... تنوعت المداخلات بين المؤتمرين وكانت أكثر جملة متكررة في المداخلات: "نحن أبناء التجمع" ... شعرت بكثير من الفخر والإعتزاز! ... وأنا أسمع تلك الجملة تتكرر في ربوع أوروبا، من غير خوف أو طمع! ... ذلك أن ما كان يحصل أمام عينيّ إنما هو ترجمة حقيقية للإشعاع المبهر لحزبنا الوطني الذي يقود بلادنا منذ عقود طويلة! ... وكما سبق أن تنبه مذيعو أخبارنا إلى أن ما حدث في أروبا الشرقية من ثورات على الأنظمة البالية إنما كان بتأثير التغيير المبارك في تونس! ... فإن ما حدث أمامي كان من تأثير "حزبنا"! الغريب أن أبناء هذا "التجمع" ليسوا فقط من الأجانب وإنما فيه عدد من أبناء وطننا العزيز من الذين يناكفون "تجمعنا" الحاكم ولكنهم لا يستنكفون هنا من قولهم بأنهم "أبناء التجمع"! ودليل تأثر هذا "التجمع" بإشعاع "تجمعنا" وقيادته الحكيمة أن مؤتمره قد انعقد في نفس اليوم الذي تحتفل فيه بلادنا بمرور 22 سنة عن التغيير! ... أي أن هذا المؤتمر قد أنعقد "يوم 7 نوفمبر 2009" وقد وافق يوم سبت، ولمن لا يذكر نقول بأن "التغيير المبارك" قد كان يوم سبت! ... مؤتمرهم هذا مؤتمر إنتخابي لإختيار قيادة جديدة! .... وبلادنا قد أجرت انتخابات هذه الأيام وتحتفل بالتجديد "للعهد الجديد"! أحد المشرفين على إنجاز هذا المؤتمر وهو تونسي مناوئ كان يعلن إعتزازه بانتمائه للتجمع! ... ويشيد بإنجازات "التجمع" على الساحة الألمانية! ... كنت كالأطرش في الزفة محتارا! ... كيف يصنف هذا على أنه ألدّ أعداء "تجمعنا" وهو يعتز بهذا "التجمع"! ... بل وزاد ليستشرف مستقبل "تجمعه" بعد إنتهاء دورتهم هذه في سنة 2014 !! ... عندها طارت سكرتي وعادت فطنتي ووجدت قوّة من داخلي تدفعني لأصيح من خلف القاعة في الجموع التي لا يعرفني جلها أن مستقبل تجمعنا" في سنة 2014 واضح! ... ثم هتفت بكل جوارحي: "2014 بن علي دورة سادسة" وكررتها! ... الحق أنني هممت أن أصيح "الله وحد الله وحد بن علي ما كيفو حد ولكنني خشيت أن يصيبني نعل طائش قبل أن أنهي مهمتي ... وقد تمكنت من تنوير الجموع التي نُقلت لها تجربتنا واسم "حزبنا" دون أن تعلم! ونجحت أنا "العبد الفقير، والنكرة المجهول" في إزاحة الغشاوة عن الأبصار التي لم تكن ترى إشعاع "تجمعنا" وريادته! ... و تمكنت بفضل حبي وولائي من إنجاز عمل مهم لصالح زعيمنا و"تجمعنا"! حيث لم تنفض تلك الجموع النخبوية إلا وهي تعرف عن تجربتنا وقائدنا كثيرا مما لا يعرفه من أنفقت عليهم وكالة الإتصال الخارجي أموالا طائلة! على هامش المؤتمر تجاذبت أطراف الحديث مع رئيس "تجمعهم" المنتهية ولايته! ... قلت له هل سيجدد لك "أتباعك" لتواصل الإنجاز وترفع التحدي! ... قال "لا يمكن فأنا قضيت دورتين في رئاسة التجمع وهو الحد الأقصى المسموح به حسب اللوائح والقوانين الداخلية"! ... قلت :"لوكانت إنجازاتك مقنعة لأعضاء تجمعك لناشدوك الاستمرار ولغيروا لك اللوائح والقوانين"! ... قال وأحسب أنه متهكما": "أنا لست رئيسكم بن علي"! ... قلت :"طبعا لست! ... ولن تكن! ... لأن رئيسنا ماكيفو حد"! ولم ينقض المؤتمر "التجمعي" إلا وأصر المؤتمرون على اختيار رئيس من أصل تونسي ليواصل المشوار ويخطو بالتجمع خطوات على خطى التجمع!! ما حيرني أن الرئيس "المخلوع" قد توجه للرئيس المنتخب وعانقه عناقا حارا متمنيا له التوفيق في قيادة "التجمع" حتى 2014! ... وحيرتي مردها من أين لهم بهذا السلوك وهذه الروح في التداول!