تناقلت وكالات الأنباء خبر مرض زعيمنا واضطراره للراحة، مما تسبب في إلغاء زيارة مهمة كان سيؤديها عاهل الأندلس إلى بلادنا لينعم بكرم "أصحاب الجلالة" والإستمتاع بالموشحات الأندلسية في غير موطنها ! ... وقد أدى إعلان الخبر المقتضب عن اضطرار الزعيم للراحة بسبب المرض! ... إلى حملة من القيل والقال وكثرة الإشاعات والأراجيف! ... فقائل إنفلونزا الخنازير أصابت زعيمنا وفيروسها وجد "أرضا يعرفها وتعرفه! ... وقائل سافر في زيارة سرية للعلاج خارج البلاد ولتفقد المهاجر المختلفة! إحساسا منه بالذنب لما يعانيه مواطنوه المهجرين! بعض أنصار حكم "البايات" وجدوها فرصة لإظهار شماتتهم وفاتهم أن لا شماتة في المرض أو الموت فتلك سنة الله جارية على خلقه! ولا يكبر عنها رئيس أو مرؤوس! ... سجين أو سجان! ... مقيم أو مهجّر! وليس من الشهامة الشماتة في غير موضعها! ... وليس من النضال التصفيق للموت أو المرض! لكن نفسي تأبى علي وتحدثني بحديث يخالف هذا ويكاد ينقضه وهو أنه لايحق لزعيمنا أن يمرض أو يموت لأنه إن كان فيه بعض صفات البشرية فهو مختلف عن سائر البشر! ... فهو الصانع وهو المنقذ وهو المخلص وهو الزعيم الأوحد والملك المفدّى! ... وأن جماهير شعبه التي تحبه وتعشقه حد الهيام! ... وتهتف بالليل والنهار: "الله وحد الله وحد زعيمنا ما كيفو حد! ... وبالدم بالروح نفديك يا ... زعيم! .... حري بها أن تجعل نحورها دون نحره و أبدانها دون بدنه! ... لو كان زعيمنا كبقية البشر، لسمح له شعبه أن يرتاح وأن يكون له حق في التقاعد! ... ولكنه من طينة خاصة! ... وهو ما يجعلنا نردّ رواية المرض ونبحث عن تفسير آخر للغياب الذي أصبح يتكرر في الآونة الأخيرة! ليس من المعقول أن نبدأ التجديف اليدوي من المرسى كما يقول مثل البحارة المعروف، فالأصل أن تكون الريح مواتية للشراع حتى ينساب المركب أو أن يكون المحرك في حالة جيدة! ... الآن وتونس في سكرة الإنتشاء بأعياد التجديد والتمديد وإعلان البيعة للمرة الخامسة على التوالي يعلموننا بأن زعيمنا يمرض ويتعب ويحتاج للراحة مثله مثل العامة والرعاع من أمثالنا! هذا ما لا نرضاه ولن نقبله حتى يتبين الحق من الباطل ... وحتى يضرب على أيادي الشامتين والمغرضين! من جانبي سأرد كل هذه الأخبار التي تستخف بعقولنا! .... وسألزم نفسي بتجديد البيعة سنة 2014 وإن اقتضى الأمر تغييرا للدستور! فليسقط الدستور وليحيا الزعيم!