كوورة – عودة البطولة التونسية الى النشاط بعد توقف دام أكثر من ثلاثة أشهر، لم يكن يتمناها الجميع بهذه الطريقة، نتيجة للمظاهر الغير أخلاقية أو " المقرفة " ان صح التعبير التي شهدتها بعض الملاعب بمناسبة لقاءات الجولة الخامسة عشرة . فقد عشنا يوم الاحد في باجة " مسلسل " في كرة القدم وليس مباراة رياضية بين أولمبي المكان و مستقبل المرسى، حيث توقف اللعب في مناسبتين الاولى نتيجة اجتياح للميدان من قبل مجموعة من الجماهير أدت الى توقف اللعب لاكثر من أربعين دقيقة كاملة ليستأنف بعدها اللعب ، عودة اقترنت بتسجيل أبناء الحيدوسي لهدفين لتنقلب النتيجة على ' المرساوية ' ليصبحوا منهزمين 1-2 ، الشيء الذي لم يعجب المدرب ' بوشار ' الذي قرر الانسحاب هو و لاعبيه من الميدان وعدم اكمال المباراة ، فما كان من الحكم الا أن انتظر المدة القانونية ( 5 دقائق ) ليعلن بعدها عن انتهاء اللقاء بفوز الاولمبي الباجي 2-1. ملعب باجة ليس الملعب الوحيد الذي شهد أحداث فوضى ففي صفاقس حصل نفس الشيء مع جماهير النادي الصفاقسي ، كما لا ننسى ما حدث في ملعب قابس حيث تم الاعتداء على أنصار الافريقي الذي من المفترض عدم تواجدهم على المدارج لأن جماهير الفريق المضيف هي الوحيدة المخول لها الحضور و متابعة المباراة بعد القرار الأخير من الجامعة التونسية. ما حصل في الملاعب هو نوع من الهمجية المبالغ فيها من جماهير لا تريد خيرا لتونس و للكرة التونسية ، فلا يوجد أي تفسير لما حدث من اجتياح لأرضية الميدان... فهل أن الانتصارات تفتك بالقوة في وقتنا هذا ؟؟... أم أن الهزيمة ممنوعة على فرقنا ؟؟ طبعا الاجابة لا ...لكن عقلية البعض من الجماهير عقلية غير مسؤولة قوامها التشنج و التعصب للفريق و بمثل هذه التصرفات الصبيانية لا يمكننا الرقي بمستوى بطولتنا بل بالعكس هذه التصرفات اللامسؤولة قد تجبر المسؤولين على شؤون الكرة على امكانية الغاء حضور الجماهير في المباريات أو توقيف نشاط البطولة هذا الموسم. لماذا لا يكون التشجيع في الميدان في اطار الروح الرياضية بعيدا عن التهور و اللامبالاة و نرضى بالنتيجة مهما كانت ، مثل ما حدث في ملعب سوسة أين أعطت جماهير النجم الساحلي نموذجا عن الجمهور التونسي الناضج و الواعي ..فبالرغم من الهزيمة ضد نادي حمام الانف الا أن الجماهير كانت في المستوى و قدمت تحية للفريق الفائز ...مثل هذه العقليات يجب أن ترسخ في جماهيرنا ...فمن حق أي محب أن يغضب على فريقه عندما ينهزم لكن ليس من حقه أن يرد الفعل بالفوضى و الهمجية. ختاما نتمنى أن نتخلص من آفة العنف التي تهدد ملاعبنا حتى ننهض بالرياضة التونسية ..كرة القدم هي لعبة ممتعة فلنجعلها كذلك بسلوكنا المتحضر و تشجيعنا الرياضي .