خطا المنتخب التونسي خطوة هامة نحو التأهل إلى الدور ربع النهائي بفوزه على منتخب النيجر 2-1 يوم الجمعة في ليبروفيل في إطار الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة ضمن الدور الأول لكاس أمم إفريقيا لكرة القدم التي تستضيفها غينيا الاستوائية والغابون الى غاية 12 فيفري المقبل. ويدين المنتخب التونسي بفوزه الى مهاجم اوكسير الفرنسي عصام جمعة الذي سجل هدف الفوز في الدقيقة الاخيرة من اللقاء. وكان المنتخب التونسي افتتح التسجيل منذ الدقيقة الرابعة عن طريق يوسف المساكني قبل ان يدرك منتخب النيجر التعادل عبر نغونو ويليام (9). وضمن المجموعة ذاتها تلتقي الغابون مع المغرب لاحقا. واصبح المنتخب التونسي بفضل هذا الفوز الثاني على التوالي بعد الاول على المغرب 2-1 في حاجة الى تعادل او خسارة المغرب امام الغابون لبلوغ الدور ربع النهائي. وفي المقابل فقد منتخب النيجر الذي يشارك لاول مرة في تاريخه في النهائيات القارية اثر هذه الهزيمة الثانية بعد الاولى امام الغابون صفر-2 كل اماله في المراهنة على احدى البطاقتين المؤهلتين الى ربع النهائي. ولئن لم يقدم المنتخب التونسي نفس الوجه الذي ظهر به امام المغرب الاثنين الماضي لا سيما على مستوى التنظيم الدفاعي فان ما يحسب له قدرته على حسم نتيجة المباراة مستفيدا من واقعية ادائه وقوة شخصية عناصره. وبادر المدرب الوطني سامي الطرابلسي باجراء تغييرين على التشكيلة التي واجهت المغرب فاقحم يوسف المساكني مكان سامي العلاقي وأمين الشرميطي بدلا عن صابر خليفة المصاب. واستهلت "نسور قرطاج" المقابلة بقوة ولم تمنح منتخب النيجر اكثر من 4 دقائق لهز شباكه بعد مجهود فردي رائع من المساكني الذي توغل في محور الدفاع قبل ان يسدد كرة ارضية زاحفة غالطت الحارس كاسالي مسجلا هدفه الشخصي الثاني في هذه الدورة. وتابع المنتخب التونسي ضغطه في بداية اللقاء وسدد الذوادي كرة قوية من خارج المنطقة مرت محاذية للقائم (7). وفي الوقت الذي كان فيه المنتخب التونسي ماسكا بزمام المبادرة ادركت النيجر التعادل بطريقة غير شرعية بعد ان قام المهاجم مازو في لقطة مشتركة مع الحارس المثلوثي بلمس الكرة بيده لتتهيأ امام ويليام الذي تابعها بارتماءة رأسية داخل المرمى الخالي (9). واهدر المساكني فرصة منح التقدم مجددا للمنتخب التونسي عندما تلقى كرة داخل المنطقة سددها مقوسة خارج المرمى (16). وسرعان ما رد منتخب النيجر الفعل عبر مهاجمه مازو الذي شكل خطرا متواصلا على الدفاع التونسي بسرعته الفائقة لكن مهاجم زولت البلجيكي اخفق في تجسيم الفرصة الثمينة التي اتيحت له عندما تلقى تمريرة في ظهر ثنائي المحور حقي وعبد النور اذ سدد فوق المرمى (18). وبقدر ما كان مازو عبئا ثقيلا على دفاع المنتخب التونسي بقدر ما اتسمت عملياته الهجومية بالعقم حيث تفنن في اضاعة الفرص بعد ان اهدر كرة سهلة عجز عن تاطيرها رغم موقعه المناسب (30). ومالت الكفة في الشوط الاول بشكل لافت لمنتخب النيجر الذي بدا اكثر تنظيما وأنقذ القائم الايسر المثلوثي من قبول هدف ثان عندما رفض ولوج كرة قوية اطلقها يوسوفو بوباكار (34). وازاء المردود الباهت للمنتخب التونسي زج الاطار الفني بالمهاجم جمعة في بداية الشوط الثاني بدلا من الشرميطي قبل ان يقحم الدراجي مكان الذوادي. وكاد المساكني ان يعيد سيناريو الهدف الاول عندما عبث بدفاع النيجر لكن تصويبته مرت محاذية (60) قبل ان يدير الحظ ظهره هذه المرة في وجه المنتخب التونسي بعد ان ارتدت تسديدة عبد النور من القائم (64). وارتفع نسق المباراة في الدقائق الاخيرة واصبح اللعب سجالا وكانت كل محاولة من هذا المنتخب او ذاك تنبئ باهتزاز الشباك. وسدد لانسينا كرة قوية من ركلة حرة مباشرة استقرت في احضان المثلوثي (80) قبل ان يفوت الجمل في فرصة ثمينة لمضاعفة النتيجة عندما تهيأت امامه كرة داخل المنطقة قبالة المرمى سددها بقوة الا انها ارتطمت بالمدافع (85). وبينما كانت المقابلة تسير نحو التعادل اقتنص جمعة هدف الفوز للمنتخب الوطني بتسديدة من مسافة قريبة استقرت داخل شباك حارس النيجر (90). وكان بامكان المنتخب التونسي اضافة هدف ثالث بواسطة الدراجي في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع غير ان العارضة تمنعت لتنتهي المقابلة بانتصار صعب لكنه ثمين للغاية فتح ابواب التاهل الى الدور الثاني على مصراعيها.