ارتبطت ذاكرة صفاقس و تعلق تاريخها لحقبة طويلة من الزمن باسم واحد من ابنائها لم يخنها يوما و لم ينسها لحظة بل كان رمزا لها و اسما من اسمائها هو الكبير حمادي العقربي . لا احد في صفاقس عندما يستعيد الأيام الخوالي و يتصفح كتاب الأيام لا تعترضه لوحات فنية كان يرسمها هذا الرسام العبقري بقدميه يحولهما ريشة منفلتة من قيود العادي و اليومي و الطبيعي.. لوحات تشكيلية مادتها الفن للفن و قاعدتها الصدق في عشق الكرة و حب الجماهير .. أن تكون لاعبا جيدا في كرة القدم أمر و أن تكون حمادي العقربي تحتاج الى ان تكون عبقريا وكنت من الصفاقسية الذين يتابعون فنونه و جنونه غير أني كنت احرص على ان ألتقط كل مشهد فأوثقه بالصورة و كل مراوغة فأخلدها بالكاميرا و ألاحق كل لمسة فأسجلها بعين القلب قبل عين الالة و كل هدف فأحفظه في كادر الصورة حتى لا يضيع أو يتلاشى . و لذلك أحفظ في مكتبتي بصور كثيرة بعضها نادر يوثق لتاريخ فنان كبير قل أن يجود التاريخ بمثله . إن حمادي هو جزء من تاريخ صفاقس و ثقافتها و معالمها و روحها . وإني أنشر هذه الصور إكراما لرجل طبع ذاكرة المدينه بفنه و وشم صورتها بنبل سماته و أخلاقة . شفاك الله يا حمادي و فرج عنك كربتك و عجل بعودتك الى قلوب مازالت تخفق فقط لرؤيتك من جديد .