قرار الجامعة التونسية لكرة القدم بعودة نشاط الرابطة المحترفة لكرة القدم في المدة القريبة القادمة قرار مستغرب جدا ومستهجن جدا .. استماتة رئيس الجامعة في هذا المسعى، في الوقت الذي تواصل فيها كبريات بطولات العالم التوقف الى أجل لن يكون قبل أوت القادم في احسن الحالات، يطرح تساؤلات كبرى عن الدوافع الحقيقية .. لا يمكن أن تكون الدوافع رياضية أبدًا .. من ناحية أخرى، هذا التوجه الاحادي جاء في شكل اطار غير منطقي وغير قابل للتطبيق: تجميع كل النوادي والحكام في نزل في العاصمة (حيث توجد النسبة الاعلى لانتشار المرض) مع شروط مستحيلة بخصوص التدريب والمراقبة الصحية، ثم لعب كل المباريات في العاصمة بدون جمهور وبشروط مستحيلة أيضا .. رئيس الجامعة لم يفكر في وضعية الغالبية العظمى لفرق الداخل التي تعيش بصعوبة شديدة بمداخيل المباريات وببعض اعانات الشركات المحلية المتضررة في اغلبها من الازمة الراهنة .. ولم يفكر في توفير الحد الادنى من تساوي الفرص بين الفرق .. ولم يفكر في خطورة جمع الفرق والحكام في اماكن واحدة في مناخات نهاية موسم .. ولم يفكر في مصير الرابطة المحترفة الثانية .. ولم يفكر في مصير الرياضات والجامعات الأخرى .. ولم يفكر في الجهد الصحي الذي سيبذل على حساب استحقاقات أكثر اولوية .. هذا الخيار المستغرب يفتح المجال لكل التكهنات بخصوص دوافعه. والكرة الان في مرمى الحكومة لتغليب المصلحة العامة وتكريس المساواة بين النوادي وبين الجهات على حساب مصالح فئوية ضيقة .. لا علاقة لها بالرياضة ..
