مرة أخرى، يعود الحديث عن بنك الدم بصفاقس. أين تحل الفوضى والإكتضاظ والإزدحام بدل النظام. فالقاصد للمركز تعترضه طوابير من الناس تمتد الى الخارج. فيهم الكبير والصغير والمريض والمتعافى ينتظرون لساعات تحت أشعة الشمس الحارقة، يترقبون دورهم لمدة تصل أحيانا لعشر ساعات أو أكثر.هذا الأمر أصبح معتادا عليه منذ سنوات، دون تحرك من الجهات المسؤولة عن الوضعية التعيسة التي يعيشها بنك الدم. فمدينة بحجم صفاقس والتي تستقطب يوميا المئات بل آلاف المرضى من الولايات المجاورة، بها مركز للتبرع بالدم به طبيبة واحدة. هذا الإكتضاض جعل البعض يعتمد طرقا ملتوية للحصول على وصل التبرع كلفه ذلك ماكلفه، لإنقاذ مريضه الموجود في المصحة أو المستشفي. حيث يعمد البعض لشراء وصل تبرع من السماسرة أو تجار الصحة كما يصطلح على تسميتهم.فالدولة التي تتدعى أنها تحث على التبرع هي في الحقيقة بمثل هذا الإكتضاظ الموجود ببنك الدم لا تشجع سوى على الفساد والبحث عن الطرق الملتوية.