في إحدى الأيام الحارة من هذا الصيف وتحديدا يوم الأربعاء 19 أوت 2020 أي عشية رأس السنة الهجرية 1442، شددت الرحال إلى جزر قرقنة وقصدت المنطقة السياحية بالأرخبيل بالمكان المعروف ببرج الحصار. وهناك، يوجد جدار في منحدر حاد، تمت إقامته لمنع المواطنين من الولوج إلى الشاطئ والسباحة وكأن البحر ملك خاص، ويتخلل هذا الجدار فتحة عرضها حوالي 3 أمتار وقع إحداثها للنفاذ إلى البحر. تركت سيارتي ونزلت المنحدر، ففوجئت بوجود سيارة إدارية جديدة بيضاء من نوع Break تشبه شاحنة خفيفة ذات 4 أبواب تحمل الرقم المنجمي ****3-09 وعجلاتها الأربعة في البحر. ورغم ضيق المكان وصعوبة الدخول، بقيت السيارة لفترة ليس بالقصيرة وقريبة جدا من مركب ترفيهي معد للتجوال في البحر على متنه مجموعة من المتنزهين، والسائق يستعرض جرأته ولسان حاله يقول "إنها متعة رزق البيليك" في تحد صارخ للجميع، ثم خرج صاحبنا من البحر وصعد الربوة منطلقا كالسهم أمام دهشة المصطافين. تألمت كثيرا لهذا المشهد المؤسف، وبقيت الصورة راسخة في ذهني وأنا أتساءل في حيرة، من الذي سيوقف هذا النزيف من العبث بالمال العام في دولتنا المفلسة والمفسدون يمرحون في كل مكان. محمود