يقول إيزابيل أليندي ""أبشع ما في الديمقراطية أنها تسمعك أصوات الحمقى"" المشهد الاعلامي في تونس بعد الثورة إختلط فيه الحابل بالنابل، هذا خبير أمني وذاك محلل سياسي. غير أن البعض جمعوا كل هاته الصفات، يعرفون الإقتصاد والرياضة والسياسة والفن والثقافة، بإختصار هم عباقرة زمانهم، لايكاد يخلوا مجلس إلا بحضورهم، نستمع إليهم صباحا ونشاهدهم مساء. يجادلونك في السياسة ويحاججونك في الإقتصاد، ويتخاصمون معك في الثقافة، يجمعون كل الإختصاصات، لا تغيب عنهم شاردة ولا واردة. ينقدون الجميع حتى تشعر انهم يملكون الحقيقة في حين ان مؤهلاتهم للنقد لاتستند لتقييمات موضوعية وانما هي مجرد مواقف شخصية بعيدة عن الموضوعية والنزاهة. ينتقون في تقييماتهم ، من خلال محاولة تضليل الراي العام وتاليبه على اناس معينين والغريب في الامر ان من يتعرضون لهجماتهم اكثر منهم تجربة ومعرفة. بإختصار ،إنهم يمتهنون مهنة بيع الكلام، ففي الظاهر يقولون الحقيقة، وفي الخفاء يمارسون تدجيلهم. ولعل الطريف أن أحد المحللين تحدث مؤخرا عن فيروس كورونا ويعطى معلومات لا تعرفها الصين نفسها، وحتى مختبرات ووهان المصدر الرئيسي لإنتشار الفيروس مازالوا يجهلون المعلومات التي تحدث عنها السيد الخبير. ومتجاوزين بذلك أكبر المختبرات العالمية التي لازالت تجهل مصدر الفيروس. هؤلاء الخبراء المزيفين أو ما يصطلح على تسميتهم "بكرونيكور الحصة" يدعون المعرفة والحال أن جلهم فاشل في حياته المهنية، وكما يقال فاقد الشيء لا يعطيه. ولكن السؤال المطروح أين كان هؤلاء قبل الثورة ؟ عفوا البعض منهم كل يحلل في الرياضة والبعض الأخر يتجول داخل أروقة الشعب الدستورية يجمع في التبرعات للصناديق والجمعيات الخيرية.