يقول إيزابيل أليندي "" من مساوئ الديمقراطية أنها تسمعك أصوات الحمقى"" إنتشرت بعد الثورة ظاهرة الخبراء والمحللين السياسيين ، حتى أصبح البعض منهم يدعى المعرفة بأدق التفاصيل السياسية والأمنية والإقتصادية ، ولعل لطفي لعماري خير دليل ، فهو الوحيد الذي يعرف أنفاق الشعانبي وميناء الزنتان. والويل كل الويل لمن يشكك في إدعاءاته أو يخالفه الرأي ، فستنهال عليه السهام وينعت بأبشع النعوت ويتهم بأنه رجعي متخلف يتبع الحلف القطري التركي العثماني الإخواني الإرهابي. ولعل الطريف في مداخلات لعماري كونها نسخ مطابقة للأصل ، كيل التهم لتركيا والعثمانيين ونقده لكل التحركات الثورية في كل العالم حتى وإن كانت على حق. فرئيس تحرير كلام الناس يبدو أنه مازال يحن إلى الدكتاتورية والأيام الخوالي ولكن العجيب في الأمر أن لعماري من المتمتعين بإمتيازات مالية كبيرة في قناة الحوار وهو من القلائل الذي أخرجته الثورة في الصورة وفي ثوب المحلل العارف بكل الخفايا ، واليوم يحاول إعادتنا للمربع الأول ولعل إستدعائه لزوجة عماد الطرابلسي بداية القطرة. فالدكتاورية والترويج لها تبدأ من تفاصيل صغيرة لا يعرف سرها سوى من كان في حضن بن علي.