بدأت الحكاية في افريل 2013 حين اقترحتُ السيدة ربيعة بلفقيرة ترشيح صفاقس لتكون عاصمة الثقافة العربية 2016 . رحّب الجميع والمثقفون بالفكرة وأعدت لها ورقات أولية حول "لماذا صفاقس جديرة بأن تكون عاصمة للثقافة العربية ؟" وتم عرضها على السيد مهدي مبروك وزير الثقافة آنذاك الذي ساند الفكرة ووعد بتبني المقترح . واتصل بعض المثقفين الناشطين بالألكسو و باللجنة الوطنية للتربية و الثقافة والعلوم وتم إعداد ملف الترشيح الذي قبلته الالكسو. و في 7 أفريل 2014 أعلن السيد مراد الصكلي وزير الثقافة السابق و السيدة حياة قطاط مديرة الثقافة بالالكسو بصفة رسمية عن صفاقس عاصمة للثقافة العربية. وتم إقتراح عديد الاسماء من الساحة الثقافيّة بصفاقس علي السيد وزير الثقافة مثل نجيب عبد المولى و ابراهيم بن صالح لكنهما يبدو انهما رفضا من السلط الجهوية . وحين تردد اسم السيد سمير السلامي نبه البعض إلى أن الرجل يفتقد للخبرة والكفاءة ويفتقد لرؤية ثقافية ومشروع ثقافي ، زيادة على طبعه الحاد وصعوبة تواصله مع المثقفين والمبدعين . وبعد أشهر من التجاذبات عين سمير السلامي رئيسا للهيئة التي انطلقت في العمل والذي كان بطيئا جدا ولم تصل الهيئة إلى نتائج إيجابية في عملها وراوح الحدث مكانه ليتدخل بعض العقلاء والمثقفين وإقتراح مخرج لهذه الازمة في التسيير دون المساس بالرئيس ومنها : – تعيين مدير تنفيذي له كفاءة وخبرة واسعة في ميدان الإدارة الثقافية – تكوين لجان فرعية للتظاهرة يشارك فيها أكبر عدد ممكن من المبدعين والمثقفين وممثلي المؤسسات الثقافية والمجتمع المدني وإعطاء هذه اللجان صلاحيات حقيقية وواسعة – التعاقد مع مؤسسة اتصال كبيرة للقيام بحملة إعلامية وترويجية للتظاهرة داخل تونس وخارجها هذه الإقتراحات بقيت حبرا على ورق بسبب تعنت الرئيس ورفضه التفريط في البعض من صلاحياته وهو ما ادخل التظاهرة في الضياع وفي العمل الإرتجالي رغم تنبيه عديد العارفين بالميدان من التأثير السلبي لعدم التقدّم في الملف وفي التحضيرات على مدينة صفاقس وعلى صورة تونس عامة ويدعو العقل والتعقّل والتفكير في مصلحة صفاقس وتاريخها التجرّد من الانانيّة والعمل على المحافظة على الصورة الرائعة لمدينة صفاقس وإلا فإن الوزارة مطالبة بالتدخّل العاجل كما يقتضيه القانون وبيان رئاسة الحكومة الصادر في 13 ماي 2014 والذي يخول لوزارة الثقافة ترأس لجنة قيادة التظاهرة وتعيين رئيس آخر يكون أكثر دراية بالشأن الثقافي ومن الوجوه المعروفة بصفاقس بنشاطها وبقدرتها على التواصل مع الجميع وإشراك المثقفين والمبدعين في صياغة البرنامج بهذه الطريقة فقط يمكن إنقاذ هذه التظاهرة من التلاشي لأن ما نعيشه اليوم قد يقضي على آخر أمل في ان تكون صفاقس بحق عاصمة الثقافة العربية وليس عاصمة التخبط العربي خاصة بعد النكسة التي اصابت صفاقس بعد فشلها في أن تكون المنظم لالعاب البحر الابيض المتوسط لسنة 2021.