حصلت لي حادثة اليوم الأحد 04 أكتوبر 2015 صباحا أظنّها جديرة باهتمامكم ليرى الجميع أين وصلت المستويات الأخلاقية في تونس و خاصة النعرات الجهوية حتى أصبح الإنتماء إلى مدينة صفاقس تهمة يعاقب عليها بعض المتخلفين من ربوع هذا الوطن العزيز أنا أصيل مدينة صفاقس أبا عن جد فيها نشأت و ترعرعت و تعلمت معاني الرجولة و الشهامة و الوفاء زاولت دراستي في مدارسها و معاهدها قبل أن تقودني الظروف إلى تونس العاصمة لمتابعة تكويني الأكاديمي و لم ألمس من سكان العاصمة غير المودة و الترحاب فضلا على وجود عدد كبير من أبناء صفاقس الغالية في العاصمة بشكل لم يشعرني بالغربة نوعا ما إلا في حالات شاذة يكون أبطالها من المتخلفين على غرار ما حدث لي اليوم ذهبت إلى كشك في جهة المنار لشراء بعض اللوازم و قد أبديت رغبتي في شراء ماركة معينة من شفرات الحلاقة و ذلك لأني كنت أفتقر إلى المال اللازم لشراء ماركة ذات جودة أفضل اقترحها علي صاحب الكشك فما كان من هذا الأخير إلا أن تهجم علي قائلا حرفيا "ملّا صفيقة لين الخسارة لين ملّا عباد موش نورمال خوذ توة و جيبلي الباقي بعد" بلهجة تهكمية استهزائية ممزوجة بنوع من الغضب الذي ينفي أي حسن نية قد يدعيها صاحب الكشك الذي جرحت عباراته كرامتي و جعلتني أتساءل عن الجرم الذي اقترفته بانتمائي إلى مدينة صفاقس و الجرم الذي اقترفته صفاقس ليتم تزويقها بصورة استهزائية في وسائل الإعلام الوطنية تجعل من صاحب هذا الكشك و أمثاله يتطاولون على رمز من رموز النضال زمن الإستعمار و القطب الإقتصادي للبلاد التونسية هذه الحكاية أرويها بكل اختصار راجيا منكم إعادة صياغتها بما يناسب العمل الصحفي و نشرها على أروقة موقعكم لفضح هذه المحاولات الخسيسة لإثارة النعرات الجهوية مما يؤدي حتما لإشعال حرب أهلية في البلاد