صدق من قال " السياسة لعبة قذرة". جميل أن يستقبل الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية و مؤسس نداء تونس مجموعة من شباب حركة النهضة و كلنا نعلم علم اليقين أن حزب نداء تونس وجد أساسا لمعارضة حزب حركة النهضة و إخراجها من الحكم. و جميل أن تثمر لقاءات الشيخين تقارب بين الطرفين و بحثا عن مصلحة الوطن و الأجمل أن يعرض هؤلاء الشباب من حركة النهضة على رئيس الدولة رؤيتهم لشواغل الشباب ومعاناته جرّاء البطالة والتهميش وأثر ذلك على سقوط البعض في شرك التطرف والعنف.و يقترحون حوارا وطنيا شبابيا يجمع كل الحساسيات السياسية ويتناول قضايا الشباب وتصوراته لواقع البلاد ومستقبلها. لكن ما يلفت الانتباه في كل هذا هو الهيئة الجديدة لشباب حركة النهضة التي لم نعهدها من أبناء الحركة التي يعلم القاصي و الداني توجهها الاسلامي و تشبثها بالمبادئ الاسلامية في حين أن من ظهر في الصورة التي وردت علينا من قصر قرطاج من الشباب تنبئ بتحولا فكريا و اديولوجيا عميقا في صلب هذا الحزب حيث غابت اللحي و الحجاب و حضر "الميني " و الإطراء "لسيادة الرئيس و حامي الثورة التونسية" . فهل هي تعليمات رئاسة الجمهورية و شرط من شروط السبسي لمقابلة أبناء النهضة أم هي مقتضيات العمل السياسي و التوافق أم هو جيل جديد صلب الحركة قاده التفتح الى التخلي عن جزء من المظاهر التقليدية للحركة الإسلامية؟.