لا اعرف من اين انطلق في الحديث عن صفاقس ؟ فكل الابواب موصدة في وجه ان تكون صفاقس محل إعتناء الحكومة وحتى السلط الجهويّة …لم يفتح ولو ملف واحد من الملفّات العديدة المطروحة على مكاتب رئيس الحكومة ووالي صفاقس ….الكل يتلاعب بالمدينة وبمشاعر اهلها ومتساكنيها ومجتمعها المدني الذي اعيته الحيلة ولم يعرف ما سرّ البليّة التي حلت بعاصمة الجنوب …الجميع يعتبرونها كما قال اجدادنا " كورة بين الذكورة " يتقاذفها الجميع وسط بهتة اهاليها الذين تعوّدوا على ذلك على ما يبدو وغابت الوجيعة و" زنز" لحمهم وفقدوا الشعور بالالم إلا من بعض المدافعين …الوجيعة تاتي من الجميع ..اولها الحكومة النائمة وقبلها الحكومات المتآمرة من زمن بورقيبة وبن على والترويكا ….تقاذفوا ملفات صفاقس بكل إستهزاء وتعمّد فأين الوعود ؟ اين المدينة الرياضية ؟ وأين المستشفى الجامعي ؟ وأين ال 8 محوّلات ؟ واين مشروع تفكيك السياب واين مشروع تبارورة واين واين واين ….كلها ضاعت وتبخّرت كما تبخرت كرامة الصفاقسية بفعل التجاذب السياسي والنظرة المسبقة لهذه المدينة التي إفتقدت حتى للطرقات المقبولة وليست الجيدة …المدينة التي تغرق في خمسة مليمترات من الامطار وتتعطل جميع المصالح وحركة المرور وتغلق المعاهد …المدينة التي يتنفّس اهلها البخّارة والغازات السامة ….اليست هذه جريمة في حق مليون ساكن ؟ والجريمة لا تقتصر على الحاكم فقط فحتى ابناء المدينة هجروها وتركوها ونسوها ولا احد منهم فتح مصنعا بها او ساهم في توفير مراكز ترفيه تعود عليهم وعلى المواطن بالربح الوفير وحتى من بقي في صفاقس فمنهم من يبيع الاوهام بدون مقابل ومنهم من يعاني البيروقراطية الإدارية وتشدد الديوانة في ميناء ومطار صفاقس وسيف الجباية المسلط على رقبته إلى ان يفهم الدرس ويغادر نحو العاصمة او الساحل ….هذه هي صفاقس اليوم …صفاقس التي لا يهتم الإعلام العاصمي إلا بما يحدث فيها من جرائم أو قضايا لإستغلال ذلك لتشويه المدينة وتسجيل نسب مشاهدة مرتفعة …..ولكن صفاقس بما تبقى من " رجال " لن تستسلم ولن ترمي المنديل وستبقى عاصمة حب من حب وكره من كره إلى ان تتغير العقليات ويكون على راس صفاقس وال " يضرب " على الطاولة حبا في صفاقس فقط وبعيدا عن إرضاء من عيّنه .