كان كلاسيكو الصفاقسي والترجي من جهة والنجم والإفريقي من جهة أخرى بطعم الحنظل فالأول كان فيه الفريقان دون المستوى المأمول وخاصة النادي الصفاقسي الذي غابت عنه الروح وكان لاعبوه مستسلمين متراخين رغم أن الترجي كان فريقا عاديا ولكن اتضح مليا أن سيطرته على البطولة منذ 5 سنوات ليست بسبب قوته بل بسبب ضعف وتراجع الآخرين وقد ننتظر سيطرته سنوات أخرى فحتى في زمن شيبوب لم يكن فريق باب سويقة دائما وحده وقد استمرّت هيمنته على البطولة 7 سنوات متتالية (من 1998 إلى 2004)… نشهد حاليا انحدارا غير مسبوق لكرة القدم التونسية وقد تجسّم ذلك في مباراة رادس إلى حدّ ما ولكنه ظهر بصورة أوضح في مقابلة سوسة بين النجم والإفريقي في واحدة من أسوإ لقاءات الفريقين عبر التاريخ وهما اللذان عوّداننا بالفرجة… في هذه "القمّة" التي لامست الحضيض شهدنا إقصاء لاعب من كل فريق بالإضافة إلى المدرب لسعد الدريدي وشهدنا 47 خطأ منها 31 خلال الشوط الأول فقط كما وزّع الحكم وليد الجريدي 26 ورقة صفراء 14 منها في الشوط الأول.. هذه المباراة مهزلة بطلها أساسا اللاعبون الذين يحتجّون على كل شيء لتبرير ضعفهم ووهنهم وكما يقول المثل الفرنسي : "البراميل الفارغة هي التي تحدث أكثر ضجيجا".. هؤلاء لا يلتزمون بمسافة 9,15 م عند تنفيذ مخالفة من الفريق المنافس رغم تنبيه الحكم عليهم مرارا وتكرارا بل ويتقدّمون أكثر قبل تنفيذ الركلة.. هؤلاء يسقطون ويتوجّعون ويضيّعون الأوقات بطرق شتى… لتنفيذ مخالفة أو ضربة مرمى يستهلكون من 30 ث إلى دقيقة.. في كل 30 ثانية هناك توقّف للعب يعقبه احتجاج وخصام ونرفزة من لاعبين لا يعرفون أدنى قواعد الميثاق الرياضي.. المحاولات على المرمى لم تتجاوز 4 في أحسن الحالات في كامل أطوار اللقاء ! مقابلة بلا جمهور وبلا روح وبلا فرجة وبلا فار وإلا لكانت العقوبات أكثر صرامة في بعض الأحيان ! هذا وقد دارت المباراة على أرضية ميدان سيئة وهي منقولة على قناة الكأس القطرية التي تصرّ على أنها دربي وليست كلاسيكو وكذلك سمّت مباراة الترجي والصفاقسي ب"الدربي التونسي".كلمة واحدة إلى اللاعبين : إذا لم تستح فاصنع ما شئت.