صفاقس التي تعتبر وجهة المستثمرين الذين يعتبرونها مدينة إستهلاكيّة بإمتياز لان عدد سكّانها فاق المليون نسمة ولكن هيهات فأمام كثرة الفضاءات التجارية الكبرى وتقاربها من بعضها وعرض نفس المنتوجات وبنفس الاسعار دون تشجيعات للحريف للإقبال عليها فإنها اصبحت شبه مقفرة إلا في بعض المناسبات والاعياد فأغلب من يدخلها لا يشترى إلا الضروريات فقط وقد لاحظنا ان بعض الحرفاء مثلا يدخلون فضاء تجاريا كبيرا فتح ابوابه مؤخرا بطريق الافران لشراء باقات اوعلبة حليب أو حارة ياغرت وهذا لا يشجعها وغيرها على الإستمرار وقد يكون لتصرّفات مثل هذه الفضاءات دخل في الموضوع فهي توفّر بضاعة متوسطة الجودة خاصة في الغلال بينما في العاصمة تصرّفها مغاير وهو ما افقد الثقة فيها بعدم إحترامها لخصوصية المنطقة وبذلك اصبحت عبارة عن محل عطارة كبير لا غير ولا نظن ان اغلبها ستصمد امام هذا الكساد وقد تغلق ابوابها بعد ان صرفت مئات الملايين فالمواطن جيبه فارغ ولا يقدر على إغراءاتها ولذلك يهجرها وقد عاد العديد منهم إلى عطار الحومة الارفق بهم وبميزانيتهم .