عندما تسقُطُ الأقنعة وتفتح خبايا التاريخ تصبح الحقائق القديمة مجرّد أكاذيب أو أنصاف حقائق وتتحوّل كلّ محطّة تاريخيّة مبحثا للمساءلة والتّدقيق وتطفّ على السّطح شهادات حيّة تضيء ما خفي أو ما سُكتَ عنه تحت ضغوط السّلطة السياسيّة المستبدّة. ومن بين هذه المحطّات التي تطلّ علينا هذه الأيام “معركة بنزرت” المجيدة التي بادر المناضل عبد المجيد شاكر إلى تسجيل شهادته حول أطوارها في كتاب يصدر قريبا عن دار محمد علي للنشر تحت عنوان ” منذ 50 سنة عشت معركة بنزرت ” . ويقوم عبد المجيد شاكر في هذا الكتاب بتصحيح مجريات الأمور وكشف الحقيقة كاملة وتتوزع محاور الكتاب على جزأين اثنين: أوّلا : استعراض أهم المواقف والأحداث التي مهدت للحرب في بنزرت وفي الصحراء ثانيا: تسليط الأضواء على أطوار حرب بنزرت ومعارك الصحراء في المجالين العسكري و الدبلوماسي وتداعياتها. هذا ويتضمن الكتاب شروحا وافية لوقائع تاريخية ومعلومات يقينية أفضت إلى إصدار أحكام التزم المؤلف فيها الدّقة والموضوعيّة مع الأخذ بعين الاعتبار عاملي الزمان والمكان والالتزام بتسلسل الأحداث، سنة بعد سنة، انطلاقا من فترة الإعلان عن الاستقلال ومرورا بتتويج ملحمة الجلاء بتصفية قاعدة بنزرت العسكرية وباجتثاث جذور الاحتلال الأجنبي من تونس ووصولا إلى ثورة الشباب التونسي العظيمة بتاريخ 14 جانفي 2011 التي هزت العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه واستقطبت إعجاب الساسة في المجتمع الدولي. سيكون محتوى الكتاب مثيرا للجدل التاريخي وحمّالا لشهادة تنبض بروح الوطنيّة.