منذ إنطلاق الإحتجاجات من مدينة القصرين تعاملت وسائل الإعلام بطريقة جيّدة مع الاحداث وكانت تغطيتها منطقيّة وواضحة وشفّافة وساندت الإحتجاجات العادلة لشباب القصرين ومن بعدها بقيّة الولايات غير انه وبعد ان إتخذت الإحتجاجات منحى آخر حتى تغيّرت طريقة تغطيتها وتبنّت أغلب وسائل الإعلام خطاب الدولة والمؤسّسة الامنيّة وحكومة الحبيب الصّيد …وقد يكون ذلك مفهوما بالنظر إلى خطورة الممارسات وعمليّات الحرق والعنف ودخول أطراف خارجيّة في واجهة الصدامات ولكن يبدو ان ذلك كان بصفة مبالغ فيها ولم تتجنب وسائل الإعلام الطريقة الخشبيّة في التغطية الإعلاميّة وهي نفس الطريقة التي عشناها منذ يوم 17 ديسمبر 2010 إلى مساء يوم 14 جانفي 2011 والخطأ المرتكب حسب نظري هو إهمال الموضوع الرئيسي وهي الإحتجاجات السلميّة والمشروعة لشباب شبع تهميشا ووعودا كاذبة أغلبها من اجل غايات إنتخابيّة فغاب الحديث عنهم وتركّزت التغطية على العنف والمؤامرة وغنى كل جهاز حسب إنتماءاته الإيديولوجيّة …ولقيت هذه الطريقة إستهجانا حتى من وسائل الإعلام الاجنبيّة لنستفيق على حقيقة مؤلمة وهي بعد الإعلام عن واقع البلاد والشباب وتبني نفس خطاب ابناء عبد الوهاب عبد الله ..وذلك رغم المحاولات العديدة للخروج من هذه البوتقة وهي علامة صحّة وعلامة إستفاقة وتعامل جديد مع الاحداث بطريقة حرفيّة بعيدة عن الاحزاب والدولة والحكومة نتمنى ان تتواصل وتتعمق ليبلغ إعلامنا مرحلة النضج والتالق ويكون مساهما في كشف الحقائق كما هي وبدون روتوش .