السيد الحبيب شواط والي صفاقس والسلطة العليا في عاصمة الجنوب يبدو انه متخوّف من الخروج من مكتبه والتجول في صفاقس وإكتشاف المصائب التي يعيشها المواطن رغم ان توصيات رئيس الحكومة واضحة وهي إجباريّة خروج المسؤولين الجهويين من مكاتبهم والإلتحام بهموم السكان .. سي الحبيب إما ان يكون عجز عن الإصلاح والتدخّل او انه يرغب في الهدوء والبقاء في مكتبه والحفاظ على كرسيّه الوثير ومجاراة ما هو موجود بالمدينة دون رغبة في الإصلاح أو في وضع الإصبع على الداء …قد يكون سي الحبيب إكتشف ان مشاكل صفاقس مزمنة ولا ينفع معها التجول أو حتى محاولة الإصلاح … عديد المقالات اليوميّة التي ننشرها ويجدها صباحا فوق مكتبه وكان عليه متابعة الإخلالات والقيام بزيارات فجئيّة يلاحظ فيها المشاغل اليوميّة التي يعيشها المواطن …مثلا كنام تنيور حيث يعيش المتقدّمون في السن عذابا يوميا وصفوفا لا يُرى آخرها فهل لا يستفزّه مشهد شيخ طاعن في السن تتقاذفه الصفوف ويبقى ليوم كامل في طابور لا ينتهي ؟ هل لا تحرّكه مظاهر الفقر والحرمان التي تعيشها الأحياء الشعبيّة والتي تفتقد إلى ابسط اسباب العيش الكريم …سي الحبيب لا يعرف حفر طرقات صفاقس فالطريق التي يسلكها من منزله بطريق سكرة إلى مقر الولاية من احسن الطرقات في صفاقس وقد يذهب في ظنه ان كل الطرقات متشابهة …سي الحبيب لا يقف في مفترق دائري لمدة ربع ساعة واكثر ولا يعيش الإختناق المروري فكيف له ان يصلح ما فسد من امور الولاية ؟ هو لا يركب الحافلة ولا ينتظر " تاكسي ببوبلاصة " حتى يعيش المعاناة وجبروت الحافلات وقلة حياء بعض اصحاب التاكسيات …كل هذا لا يراه ولا يعيشه لانه متمسّك بكرسيه الوثير وكانه يخشى عدم العودة إليه …. سي الحبيب غادر مكتبك و إندمج في المجتمع الصفاقسي فستكتشف اهوالا واهوالا وعندها يمكنك الإصلاح وسنكون اول من يساندك ويقف إلى جانبك …إما ان تبرز بسلبيّة مثل التي نعيشها اليوم فلن تستطيع ترك بصمتك في هذه المدينة العريقة وهو ما لانتمناه لك سيدي الوالي …