جزيرة قرقنة من أجمل الجزر التونسية لما تمتاز به من مناظر خلابة وسحر جمالها يكمن في نخليها وأرخبيلها وبحرها الهادئ ونسماتها التي تبعث الروح من جديد لكل من يريد الابتعاد عن كل ضيق لأنها تبقى الدواء الطبيعي الذي وهبه الله لشعب تونس وأهالي الجزيرة. ما حزني اليوم هو ما تعيشه الجزيرة التي أصبحت في خطر بدون أمن وأمان يحمي أرخبيلها وسكانها وزوارها، فهي جزيرة يحدها البحر من كل شبر وما تعيشه بلادنا اليوم من حرب على الارهاب قد يقصف بجزيرتنا الحالمة أن تكون مقصد لكل ارهابي يريد التسلل من البحر في غمضت عين سكانها أو أنها تكون مخزن جديد للإرهابيين في ضل غياب كلي للأمن باستثناء جيشنا الباسل الذي يحرس المراكز السيادية وخير دليل ما حصل في مدينة بنقردان بداية الموسم الحالي ومحاولة الارهابيين التسلل لاحتلالها وإعلانها إمارة لولا التدخل الناجع للأمن والجيش وأهالي المدينة. نعلم اليوم أن أهالي قرقنة واقفين وقفة حازمة لكل غريب يقوم بأي تجاوزات لكن زيارتي أكثر من مرة هذه الصائفة واحتكاكي بأهالي الجزيرة وسماع أصداء دكاكينها تؤكد على تخوف السكان من ضياع جزيرتهم والدليل انتشار ظاهرة السكر في الطريق وفي عدة مناطق من الجزيرة بما أنها أصبحت مرتعا وملجأ للشباب الذي يريد الابتعاد عن أعين الأمن في صفاقس لتكون الجلسات في راحة تامة لتخلق العنف في بعض الأحيان بكرنيش الرملة أو غيرها من الأماكن التي يرتادها الأهالي والزوار الذين اختروا قرقنة للاصطياف. صحيح أن رجال الأمن يعملون ليلا نهارا في محطة اللود بصفاقس من خلال البحث عن المفتش عنهم واستعمال جهاز البحث لكن لا بد أيضا من نقاط تفتيش للسيارات والعمل أكثر على توفير الأمن للقاصدين والعائدين من الجزيرة. جزيرة قرقنة هي شبر من بلادنا العزيزة تونس ولولا خوفي وخوف أهاليها وكل تونسي غيور عليها لما تحدثنا أو كتبنا مثل هذه الكلمات واليوم أصبحت الجزيرة في خطر أكثر من أمس خاصة وأن المصطافين سيغادرونها قريبا لينزل عليها الشتاء البارد لتكون ربما منفذ جديد للحارقين إلى إيطاليا أو مخبأ للإرهابيين أو مرتعا لرواد الخمر والمغتصبين. ربما كلماتي لا تعجب البعض لكن غيرتي على هذه الجزيرة تجعلني أتمنى مثل كل غيور عليها أن تجلس كل الأطراف من حكومة ووزارة الداخلية والسلطة الجهوية بصفاقس وعدد من كبار أهالي قرقنة الذي لهم صيتهم للوصول إلى اتفاق نهائي يعيد الجزيرة بريقها وأمنها وأمانها.