من اجل عقد لقاء وطني للإنقاذ لنغير ما بأنفسنا لإنقاذ بلادنا . لقد انتخبتم النداء و الباجي و انتخبتم النهضة و الجبهة و آفاق و الوطني الحر .. فماذا كانت النتيجة ؟ البلاد تترنح بين الهاوية و شفيرها و قريبا سيكون السقوط المدوي على يدي الشاهد المكلف بمهمة تنظيم إعسار البلاد عبر العجز عن تسديد الديون و انهيار القدرة الشرائية و استعمال العصا الغليظة .. هذا هو الثالوث القادم حتما و الايام بيننا . لن يوقف تمدد هذا الثالوث إلا يقظة وطنية و هبة جماهيرية لاسترجاع زمام المبادرة . وهذه الهزة لن تكون متاحة إلا متى غيرنا ما في أنفسنا و آمنا بأن تونس امانة و اننا جميعا مهددين بضياعها و انه لا إنقاذ لنا إلا بالتعالي عن الصغا ئر و عن الأنانية و النرجسية و الحسابات الضيقة الحزبية و الفئوية بما يضمن وحدتنا و حشد قوانا لاسترجاع مضامين ثورتنا و بذل التضحيات من أجل ذلك . كانت هذه قناعاتنا في سنة 2001 و ما قبله و كنا قلة قليلة تحدينا نظام الاستبداد و الفساد بصدور عارية لكن بقلوب مقاومة لم تفكر في مغنم شخصي أو حزبي( هو ميؤوس منه اصلا ) إلى أن لحقت بنا الجموع بعد عشر سنوات . نحن اليوم لسنا قلة قليلة بل اننا كثر شباب و شيب و نساء . و يكفي أن يكون لهذا الكثر ذهنية و وعي و تصميم القلة السابقة ليتغير مسار هذا الانحدار الوطني المتسارع . أضع نفسي شخصيا في هذا السياق ولم أعد ميالا للتحليل و التوصيف لأن ذلك أصبح من الفاضحات و لا أؤمن اصلا بالتقوقع و الانعزال مهما كان إطاره . دعوتي اليوم للجميع أحزابا و جمعيات و شخصيات و مثقفين .. دعوتي للشباب و الشابات بأن يهبوا لبلادهم لينقذوها فالوقت قد ازف. دعوتي لعقد لقاء وطني للإنقاذ لجميع الأطياف و الأحزاب و الجمعيات و الشخصيات المؤمنة بالثورة و بتونس.